|
الجزيرة - التحقيقات
زرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - ملك الإنسانية - الابتسامة على وجوه سياميي العالم من خلال أعماله الجليلة وتبرعه - حفظه الله - بفصل العشرات من حالات التوائم السيامية، لتسجل المملكة بذلك سبقا عالميا في مجال فصل التوائم، وتفتح فصلاً جديدا من فصول العطاء الإنساني والبذل الخيري.
ولا تزال ألسنة الأطفال الذين كانوا سياميين ووالديهم تلهج بالدعاء والمثوبة لملك الإنسانية وهم يرونه اليوم عائداً إلى وطنه بعد وعكته الصحية التي ألمت به، ويتذكرون مكرمته بكل عرفان وتقدير.
وعُرف خادم الحرمين الشريفين ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي بأنه ملك الإنسانية، في «مملكة الإنسانية» التي استمدت اسمها من وصف مليكها، خصوصا عند أولئك الذين ينظرون إلى الجوانب الإنسانية في العالم بعيداً عن السياسية.
فمُنح ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسام الابتسامة من قبل اللجنة الدولية لوسام الابتسامة في بولندا وذلك لقيامه في يناير 2005م بتمويل عملية فصل التوأم السيامي البولندي (داريا وأولغا) وعلاجهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، وتغطية كل التكاليف الأخرى المتعلقة بسفرهما مع والدتهما.
واتخذت اللجنة الدولية لوسام الابتسامة قرارها بالإجماع حيث وصلت للجنة مئات الطلبات من بولندا ومن مختلف أنحاء العالم.
وتعد المملكة نموذجا للعمل الخيري والإنساني في العديد من الجوانب، يبرز منها تكفل الملك عبد الله بعمليات فصل التوائم المستعصية، التي تحتاج إلى قدرة طبية رائدة، وتكلفة مادية عالية.
وتجاوزت إنسانية المملكة بإنسانية - عبد الله - الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية والعرقية، وكذلك حاجز الدين واللون والإقليم إلى أن تصل إلى الإنسان البسيط المحتاج أينما حل وأينما كان.
وقامت المملكة خلال الخمس عشرة سنة الماضية بإجراء أكثر من ثلاثين عملية فصل للتوائم السيامية، بواسطة فريق طبي وطني وبخبرة تعد واحدة من أكبرها في العالم برعاية ودعمٍ من ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وبالعودة إلى التوأم البولندي، فقد تناقلت وسائل الإعلام البولندية هذه المكرمة، وأفردت لها صفحات مشيدة بدور ملك الإنسانية، وقبول فصلهما مع تحمل كل تكاليف العملية، وتحدثت وسائل الإعلام البولندية كثيراً عن العمل الإنساني الذي وجه به ملك الإنسانية، حيث أجرت صحيفة (غازيتا فيبو رتشا) واسعة الانتشار حواراً مع السفير البولندي بالرياض أثنى خلالها على الملك عبد الله وعلى تكفله بإجراء العملية على نفقة سموه الخاصة. كما أشار السفير البولندي إلى تكفل الملك عبد الله بإجراء عمليات سابقة لتوائم سيامية من بلدان مختلفة جميعها تكللت بالنجاح.
وتحدثت صحيفة (ميترو) عن تكفل ملك الإنسانية بإجراء العملية إذ قالت الصحيفة: المعجزات تحدث.. أخيراً ستجرى للتوأم السيامي عملية لفصلهما وسيقـوم ولي العهد السعودي الأمير عبد الله - الملك حالياً - الذي تأثر بمصير الطفلتين بتغطية جميع تكاليف العملية، ولا تزال السيدة والدة التوأم لا تصدق ما حدث لهما. وفجأة حدثت معجزة... فقد قرأ أطباء من المستشفى بالرياض (عاصمة السعودية) معلومة عن حالة أولغا وداريا في إحدى مجموعات الحوار على شبكة الإنترنت واتصلوا على الفور بعائلة الأم.
يقول خال الطفلتين: طلبوا منا إرسال نتائج التحاليل والفحوص الطبية الخاصة بالطفلتين وبعد ذلك بعدة ساعات تسلَّمنا رسالة بالبريد الإلكتروني بأن المركز الطبي بالرياض يوجه لنا الدعوة للمجيء وإجراء الفحوصات للعملية وسيقوم الملك عبد الله بن عبد العزيز بتغطية كل التكاليف.
وفي ختام مقال الصحيفة أثنت كثيراً على سخاء الملك عبد الله وذلك لتغطيته تكاليف الفحوصات والعملية الجراحية وكذلك سفر وإقامة الأم والطفلتين وشخص مرافق لهن، كما أبدى استعداده لتغطية تكاليف توظيف ممرضة بولندية للعناية بهن.
وأوردت صحيفة (تريبوتا) واسعة الانتشار تقريراً مطولاً حول الملك عبد الله بعنوان (السياسي المتنور) تناولت فيه سيرة ملك الإنسانية منذ الولادة والمناصب التي تقلدها ومبادراته السياسية والدبلوماسية، حيث ذكرت الصحيفة أنه أصلح مرات عديدة بين الدول العربية المتنازعة وقالت الصحيفة إن الملك عبد الله مولع بجمع الكتب، وأنه أمر بتأسيس مكتبة عامة بالرياض، وأنه يشرف على الكثير من الفعاليات الثقافية في المملكة والدول العربية.
كما تحدثت صحيفة (إكسبرس بيد غوسكي) عن الاهتمام الكبير الذي حظي به التوأم من قبل الملك عبد الله وأنة أبدى رغبة كبيرة في تمويل هذه العملية الجراحية المكلفة جداً (حسب الصحيفة) التي تقرر أن تجرى بالرياض.
وواصلت الصحافة البولندية متابعتها للموضوع حيث تحدثت صحيفة (جيتشة فار شافا) عن مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس بالرياض، وقالت تحت عنوان (مستشفى كالقلعة): (يعتبر المستشفى جزءا من المجمع الطبي التابع للحرس الوطني السعودي وقد أجريت في هذا المستشفى عمليات جراحية ناجحة لفصل التوأم. وأضافت الصحيفة: إن آخر عملية أجريت قبل أشهر قليلة وتم حينها فصل طفلتين متلاصقتين من الفلبين).
كما تحدثت وكالات الأنباء البولندية مطولاً عن مكرمة ملك الإنسانية وتكفله بعملية فصل التوأم البولندي بالرياض.
ولم تقف مكرمات مملكة الإنسانية من ملكها السخي عند التوأم البولندي فحسب، بل تتابعت حتى بلغت أكثر من ثلاثين عملية فصل توائم، معظمها كان حليفه النجاح لترسم بذلك المملكة صورة ناصعة البياض عن مبدئها الإنساني الخيري المستمد من الشريعة الإسلامية لأكثر من عشرين دولة في العالم.
وبدأت قصة فصل التوائم منذ وقت مبكر ففي أواخر عام 1990م كانت ثمار النهضة الصحية بدأت تؤتي أكلها من خلال تأهل عدد من أبناء هذا الوطن في الاختصاصات الطبية الدقيقة، وكان منهم استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور عبد الله الربيعة حيث قام مع فريق طبي بإجراء أول عملية فصل بالمملكة وذلك في 31-12-1990م.
في هذه العملية تم فصل توأم سعودي من الإناث كان ملتصقا بمنطقة البطن واشتراك بأغشية البطن وجزء من الكبد، وتمت العملية - ولله الحمد - بنجاح تام، وقد مارست الفتاتين حياتهما الطبيعية بعد الفصل الذي استغرق أربع ساعات.
بعد ذلك بعام كانت الطفلتان سماح وهبة السودانيتين قد تمت ولادتهما بالتصاق بمنطقة أسفل الصدر والبطن والحوض ولكل واحدة منهما طرف سفلي واحد وتشتركان بطرف سفلي ثالث مشوه.
وكذلك تشتركان بالجهاز التناسلي والبولي وفتحة الشرج والقولون والكبد وقد تم إجراء العملية بعد مراجعة دقيقة وإجراء فحوصات طبية شاملة من فريق طبي سعودي يترأسه الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في ثاني تجربة له وكانت أيضاً بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
واستغرقت عملية الفصل في غرفة العمليات ثمانية عشر ساعة متواصلة. وتمت هذه العملية بنجاح باهر على الرغم من خطورة حالة الفتاتين وهما الآن تمارسان حياتهما الطبيعية كالأطفال العاديين دون أية مشكلات صحية.
وتتواصل عطاءات الملك الإنسان في يوم السبت 23-11-1415هـ للتوأم السعودي سمر وسحر حيث كانتا تعانيان من التصاق بأسفل الصدر والبطن والحوض ولديهما عيوب خلقية بالقلب وتعانيان من انسداد خلقي بفتحة الشرج المشتركة، وتم إجراء العملية التي استغرقت العملية أربع عشرة ساعة بقيادة فريق طبي وطني يرأسه معالي وزير الصحة حالياً الدكتور عبد الله الربيعة وخرجت الطفلتان من المستشفى وهما بصحة جيدة وتمارسان حياتهما الطبيعية بعد ثلاثة أشهر من العملية.
ولم يمض إلا شهور قليلة وتتلقى الجهات المختصة في وزارة الصحة بلاغا عن حالة معقدة جداً ونادرة ويتم إجراؤها فقط في مراكز مختارة ومتخصصة حول العالم، الا وهو فصل التوأمين السعوديين حسن وحسين، وما هي إلا أيام بعد ولادتهما وبعد أن استقرت حالة التوأم تم تحويلهما ونقلهما عن طريق الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني في الرياض وبعد وصول التوأم إلى المستشفى تم نقلهما إلى وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة تحت الملاحظة الدقيقة ومن ثم تم تكوين فريق طبي موحد ومتكامل، وقد تكللت العملية بالنجاح.
وكعادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قام بمبادرة إنسانية، وأصدر توجيهاته الكريمة لفصل توأمين سياميين سودانيتين في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، عقب اكتمال الدراسات اللازمة.
واستجابة لتوجيهاته، تم في الحال تشكيل فريق طبي متخصص برئاسة د.عبد الله الربيعة، استشاري وجراح الأطفال. شمل الفريق عدداً من الأطباء والجراحين وموظفي التمريض وموظفي المساندة من إدارات الأطفال وجراحة الأطفال وقلب الأطفال وجراحة القلب، وجراحة التجميل والتخدير والرعاية المركزة للأطفال والأشعة الطبية، وغرفة العمليات والتمريض، والخدمات الاجتماعية وإعادة التأهيل والعلاقات العامة والخدمات الإعلامية.
وبعد عدة اجتماعات ودراسات متعمقة اتفق الفريق الطبي على إمكانية نجاح العملية مع نجاة التوأمين. وقرر الفريق البدء في العملية التي تكللت بالنجاح.
وفي أكتوبر 2003م - ولد التوأم السيامي المصري تاليا وتالين، ولم تكن والدة التوأم ريم عبد الكريم تعلم أنها تحمل توأماً سيامياً على الرغم من المتابعة الدقيقة لحملها، وأثناء الولادة اضطر الأطباء بمستشفى كليوباترا بالقاهرة لإجراء عملية قيصرية للولادة، ولقد أصيب الوالدين بصدمة عند سماع الخبر وبدأت رحلة البحث عن علاج. وبعد أيام قليلة علم ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بحالة تاليا وتالين وأمر - أيده الله - بسرعة نقلهما وعلاجهما وتحمل كل تكاليف ذلك على حسابه، ليضع بذلك لمساته الكريمة للمحتاجين من أبناء هذا الوطن وللأمة العربية والإسلامية.
وامتدادا لمكرمات ملك الإنسانية التي تجاوزت المحلية والعربية لتقفز إلى الإسلامية حيث تبنى - رعاه الله - حالة التوأم الماليزي أحمد ومحمد الموجودين في بريطانيا لدواعي العلاج، وإجراء عملية الفصل مجاناً، وعلى ضوء خبرتها في هذا المجال والعمليات الناجحة السابقة في فصل التوائم السيامية، قام خادم الحرمين الشريفين بإصدار التعليمات لإدارة الشؤون الصحية بالحرس الوطني، كما أوعز للسفارة السعودية ببريطانيا لإجراء ما يلزم لتأمين سفر التوأم إلى المملكة، وتم إجراء العملية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض واستمرت 23 ساعة تم بعدها فصل التوأمين ونقلا إلى وحدة الرعاية المركزة للأطفال ثم غادر التوأم أحمد ومحمد الرياض منفصلين وينعمان بصحة جيدة.
واستقبلت مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الأول من عام 1425هـ التوأم السيامي الفلبيني لإجراء عملية الفصل لهما، وتم ذلك بتشكيل فريق طبي من التخصصات التالية: جراحة الأطفال، التخدير، طب الأطفال، المسالك البولية للأطفال، عظام أطفال، جراحة تجميل، وحدة العناية المركزة للأطفال. وشارك من هذه الأقسام عدد من الأطباء ذوي التأهيل والخبرة العاليين وكلهم من أبناء هذا الوطن الغالي برئاسة د. عبد الله الربيعة.
وبعد سبعة عشر يوماً من نجاح عملية فصل التوأم السيامي الفلبيني آن ومي، تم بحمد الله خروج التوأم من العناية المركزة للأطفال حيث أصبحت حالتهما مستقرة تماماً، وقد تماثلتا للشفاء وأصبحتا بصحة جيدة.
كما قام ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتحمل تكاليف عملية فصل التوأم المغربي (حفصة وإلهام) في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، حيث وصل التوأم المغربي (حفصة وإلهام) إلى الرياض،، وقام الفريق الطبي بإجراء الفحوصات، وأوضحت أن اشتراك التوأم بالحوض والجهاز البولي والتناسلي مع وجود رحمين لكل منهما وتشتركان بالمستقيم، كما تبين اتصال التوأم بالعمود الفقري وأسفل الحبل الشوكي.
وعلى الرغم من وجود اشتراك في عدة أعضاء بما فيها الحبل الشوكي وكذلك وجود عيوب خلقية بالقلبين، إلا أن الفريق الطبي قرر إمكانية إجراء عملية الفصل على الرغم من التعقيدات الموجودة والمخاطر المتوقعة وبنسبة نجاح تتراوح بين 60-70% - إن شاء الله تعالى - وقد تكللت العملية بالنجاح، وكان الوضع الصحي للتوأم مستقراً وكل المؤشرات الحيوية مستقرة بما في ذلك وظائف القلب والكبد والكلى.
وتتواصل توجيهات الأب الرحيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتبني عملية فصل التوأمين السياميتين العراقيتين (فاطمة) و(الزهراء)، وقد تمت عملية الفصل بنجاح في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، وقد زار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التوأمين بعد فصلهما للاطمئنان عليهما، واستمع إلى شرح وافٍ عن حالتهما الصحية المطمئنة.
وقد هنأ خادم الحرمين الشريفين والد ووالدة الطفلتين على نجاح العملية، ووجَّه الشكر للفريق الطبي المعالج على مستوى الرعاية الطبية التي قُدِّمت للطفلتين.
وقال خادم الحرمين الشريفين بعد هذه المناسبة: شيء يفرح القلب، وخلال وجودي قُدِّم لهما الماء وشربتاه - ولله الحمد -.
وعن انطباع خادم الحرمين الشريفين بعد أن شاهد الطفلتين قال - حفظه الله -: الحمد لله انطباعي هو انطباع الأب لأنني أعتبر هاتين البنتين من أبناء المملكة العربية السعودية، وأبناء المملكة العربية السعودية أبنائي؛ لذلك أعتبرهما من أبنائي.
وعبَّر - أيده الله - عن شكره لله - عز وجل - الذي أنقذ الطفلتين بإرادته سبحانه وتعالى ثم بالأيادي السعودية، داعياً الله أن يلبس الفريق الطبي ثوب الصحة والعافية، وأن يمدهم بالقوة دائماً وأبداً لخدمة الإنسان والإنسانية. وقال - حفظه الله -: هذه المملكة العربية السعودية هي في خدمة الإنسان والإنسانية.
ورداً على سؤال حول مستقبل مثل هذه العملية في المملكة قال خادم الحرمين الشريفين: - إن شاء الله - عند أي حاجة في العالم ويطلب منا فنحن مستعدون دائماً.
وعن رسالته للعالم قال الملك المفدى - حفظه الله -: رسالتي إلى كل العالم رسالة المحبة والوفاء لجميع البشر وأن ينبذوا العنف والخلافات والمسائل التي تؤثِّر على الشعوب وعلى البلدان لحقهم الإنساني وكذلك واجبهم الوطني، وأتمنى - إن شاء الله - السنة المقبلة الهدوء والسكينة للعالم أجمع.