|
جازان - الجزيرة
وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقه جازان ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي تصادف اليوم الأحد السادس والعشرين من جمادى الثانية هي ذكرى خالدة في الساحة الوطنية بما تثيره من مشاعر الفرحة والامتنان لهذا العهد المبارك. ولن نستطيع حصر إنجازات قائد البلاد وباني نهضتها التعليمية خادم الحرمين الشريفين؛ لأن ذلك يحتاج إلى مجلد بل مجلدات.
وأبرز سموه المآثر والإنجازات في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية، والتي أفرزتها ست سنوات هي في عمر الزمن قصيرة لكنها طويلة بما تحتوي من جلائل الأعمال. ست سنوات حفلت بالمشاريع العملاقة في جميع المجالات ومنها مجال التنمية المستدامة والمتوازنة من إنشاء مدن اقتصادية وصناعية ومدن جامعية، ومشاريع خدمية شملت كل مناطق المملكة عامة ومنطقة جازان خاصة، وهو ما يدل على مراعاة العدالة في التوزيع وتعميم المشاريع التنموية في المناطق تشجيعا على التنمية المحلية، وسعيا إلى تحقيق الرفاهية للمواطن أينما كان في هذه البلاد الطاهرة.
وقال سموه: لقد أصبح المواطنون بجميع انتماءاتهم قاعدة للتنمية المستدامة والمتوازنة التي لا تعترف بالحدود أو التكوينات الاجتماعية، بل تشمل كل أبناء الوطن ومناطقه. وكذلك شهد هذا العهد الميمون على الصعيد المحلي حراكا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وعمرانيا منقطع النظير، عبر الفعاليات والمشاريع والأنشطة المتجددة في كل المجالات، فتم إنشاء مدن جامعية واقتصادية وطبية للإسهام في التنمية المستدامة، وتوسيع كثير من المشاريع وتطويرها.
وأضاف سمو أمير منطقة جازان: إلى جانب مشاريع تطوير الخدمات والبنى التحتية، مؤكدا أن من يراجع مسيرة عهد خادم الحرمين الشريفين خلال الأعوام الستة الماضية يلحظ بجلاء اتسام مواقفه وقراراته بالأصالة والصواب وعمق النظر، وتحري الحكمة والتوازن والعدالة فيها، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية. والناظر إلى الساحة الوطنية خلال هذه المدة القصيرة يلحظ إنجازات ومشاريع في كل المجالات، ويرى نهضة تطويرية فائقة شملت جميع قطاعات الدولة، مع التركيز على التنمية المستدامة وقضايا بناء الإنسان وتطوير قدراته ومهاراته وتوسيع خياراته للاستفادة من خدمات الدولة على الوجه الأكمل.
وأوضح سموه عن قضية التعليم وأهميته بخاصة التعليم العالي الذي شهد في الآونة الأخيرة طفرة نوعية، من خلال تطوير الوسائل والمناهج والبرامج، وزيادة عدد الجامعات وبناء المدن الجامعية في مناطق المملكة المختلفة تطبيقا لسياسة التوازن في التنمية بين المركز والأطراف، وسعيا للاستقرار المحلي بتوفير جميع مستلزمات التنمية والخدمات الضرورية.
وزاد سموه بالقول: لقد شهد هذا العهد الزاهر الميمون أعظم نهضة تعليمية في تاريخ المملكة الحديث، حيث تم افتتاح عشرات الجامعات والكليات في مناطق المملكة وزودت بمشاريع لتحسين بيئتها وبرامجها التعليمية، مع استقطاب أعداد كبيرة من أعضاء هيئة التدريس لمواكبة المتطلبات الجديدة وبخاصة زيادة قدرة الاستيعاب لديها، كما استحدث برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بهدف تمكين طلاب الدراسات العليا من تحقيق طموحاتهم في استكمال دراساتهم في أرقى الجامعات العالمية، والآن هناك مبتعثون في أكثر من 30 دولة حول العالم، وهو ما من شأنه إحداث تأثير إيجابي في الحراك الأكاديمي والثقافي والاقتصادي في الفترة المقبلة، لما يحمل هؤلاء من فكر علمي وثقافي، في ظل التحولات الأكاديمية والثقافية التي تشهدها المملكة في وقتنا الحاضر.
وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين يتمتع بصفات ومهارات قيادية، من أبرزها ما ألهمه الله تعالى به من قدرة على اتخاذ القرارات التنموية والسياسية الصائبة، وحنكة في إدارة الأزمات، ووعي عميق بالواقع الإقليمي العربي والإسلامي والدولي، إضافة إلى رصيد حافل من الإنجازات التنموية العملاقة والمواقف الأصيلة والقرارات الحكيمة ذات البعد الإنساني والمؤثرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وكان للمملكة في هذا العهد الزاهر الميمون إسهام فاعل في الساحتين الإقليمية والدولية عن طريق تبني القضايا العادلة والدفاع عن مبادئ السلام وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والجريمة والفساد، إضافة إلى سياسة خارجية حكيمة تقوم على تعزيز السلام العالمي وتحقيق التعاون الدولي والإسهام في دعم الشعوب النامية والنهوض بها. ومن يستطيع أن ينكر دورَ المليك الإنساني في دعم الشعوب الإسلامية وغيرها من شعوب العالم، ومد يد العون لها في أثناء الكوارث، أو دورَه الإصلاحي من خلال بذل العديد من مساعي الصلح ومبادرات المصالحة في أكثر من بقعة من العالم الإسلامي وغيره، وكثير منها كان له أثره في تهدئة النفوس وإصلاح ذات البين، مبينا إلى إصدار قرارات لتفعيل قوانين الإصلاح الحكومي التي تحارب مظاهر الفساد، ومن ذلك تطبيق مبدأ المكافأة والعقاب، وترسيخ قيم النزاهة والأمانة، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله داخل العمل الحكومي والخاص، ومنطقة جازان كسائر مناطق المملكة حظيت بالتنمية المتوازنة.
ونوه سموه عن المشاريع الحيوية في منطقة جازان من إنشاء جامعة جازان «درة الجامعات» ومدينة جازان الاقتصادية والمدينة الصناعية، مبينا أن ما شهده قطاع التعليم من تطوير وازدهار في الوسائل والأدوات والمخرجات، وبخاصة التعليم العالي هو أبرز معالم هذه النهضة العلمية والأكاديمية المباركة، كما أن إقامةَ عدد من المعارض والمؤتمرات والملتقيات التعليمية المحلية والإقليمية والدولية واعتماد بعضها في الجدول السنوي لوزارة التعليم العالي هو وسيلة لتطوير التعليم العالي ومؤسساته في المملكة عبر الاطلاع على أحدث التجارب والخبرات العالمية واستيرادها وتوطينها. ونحن في جامعة جازان نعيش فترة من التطور والنمو المتسارع بفعل توسع الجامعة وتواصل مشاريعها الكبيرة من خلال بناء مدينة جامعية درة الجامعات وكل ذلك بفضل الله ثم بالدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين الذي آل على نفسه الاهتمام بالاستثمار البشري وبناء الإنسان الذي يشكل اللبنة الأولى لقاعدة التنمية المستدامة، والخطوة الأولى نحو تحقيق المجتمع المؤسس على الاقتصاد المعرفي، وهو الهدف الاستراتيجي الذي تبنته القيادة الرشيدة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، ووضعت لتحقيقه كل الإمكانيات والوسائل. فالشكر كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني على الدعم السخي لبناء الإنسان.
وختم سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز تصريحه بالقول إن عهد خادم الحرمين الشريفين على قرب بدايته، شامخًا بإنجازاته عظيمًا بمشاريعه التي عمت كل المجالات، وشملت كل القطاعات، إنه عهد لا يُقاس بمدته القصيرة بقدر ما يقاس بأعماله العظيمة وآثاره الجبارة.
وسأل الله تعالى أن يديم على مملكتنا أمنها ونهضتها وعزها، والعون على تحقيق تطلعات ولاة الأمر وطموحاتهم، وأن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز فضله وعافيته، إنه سميع مجيب الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.