لن يعرف قيمة الحياة، إلا من حضر مشهد موت...,
ولا يدرك حقيقة الموت من لا يقارنه بها,..
فإن قُدِّر لأحد أن تمتد الحياة به.., ولم ينتهز أوقاتها, في البناء لما بعدها..,
فإنه غافل عن الموت, وما بعده..
ومن يغفل عن الموت...، فهو حتماً يتأخر في الإعداد لما بعده..
والمتمعن في سيرورة الأيام، يدرك سرعتها وهو يودع ميتا..
ومَن لا تعلمه هذه اللحظة درساً،... فإنه أميٌّ لا يفقه قراءة الحقائق..
ومن لا يفقه هذه القراءة.., فزوَّادته فراغ..,
ومن زوَّادته فراغ فهو لا يحلم،..
ومن لا يحلم لا يعمل,
ومن لا يعمل لا حجة له...,
ومن لا حجة له..., لا قيمة بين يديه...،
ومن يداه صفر من أي قيمة...
فهو كمن يحطب في ليل...,
والحاطب في الليل ضالٌ...
والضال لا يبلغ غاية...،
ومن لا يبلغ غاية هالك في تيه...،
ومن يتوه لا يحصد...،
ومن لا يحصد لم يزرع...
ومن يعيش طويلاً.., ومن تنبت به الطريق...
كلاهما تنتظرهما في نهاية الطريق حقيقة...
فمن يتفكر فيها.., ويعمل لها.., ليس كمن يحلم بها.., ولا يعمل..
وكلاهما حاصد فناج،...
أو حاصد فهالك...