تحليل - وليد العبدالهادي
شبح التعثر السيادي بدأ يتلاشى بمجرد إقدام المركزي الأوروبي على بيع سنداته جاء بعد ذلك تهافت آسيوي عليها والسندات الأمريكية لأجل 10 سنوات سجلت أدنى مستوى منذ 6 شهور مما رفع من شهية المستثمرين وعاد الجميع لساحات التداول تمخض عن ذلك ارتداد جيد في اليورو والجنيه لكن عمليات التحوط لا تزال تتدفق على ذهب العملات، من جهة أخرى نجح الذهب في تكوين قاع مؤقت عند 1565$ للأونصة حتى خام نايمكس نجح في تكوين قاع مؤقت للهبوط الأخير وحاول اختبار مستوى 102 دولار للبرميل وبشكل عام تبدو شهية المخاطرة متعافية نوعاً ما، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
وفق توقعات التقرير السابق هبط الزوج إلى مستوى 1.396 بسبب المخاوف من شبح التعثر السيادي في منطقة اليورو ونمو قوي في سعر الدولار، لكن سرعان ما باع صندوق الاستقرار المالي سندات بقيمة 4.75 مليار يورو تلى ذلك إعلان الصين عن نيتها في شراء السندات الأوروبية بقيمة 76 مليار يورو وإعلان مستثمرين آسيويين عن رغبتهم هم أيضا بالشراء بهدف حماية تسويق تجارتهم للمنطقة (عملائهم) وننوه بأن هذا التهافت يهدف لمنع إعادة هيكلة ديون الدول المتعثرة لأن من شأنه أن يعرض المصارف لخسائر جمة وبالتأكيد ألمانيا والصين ستتأثر حيث الأولى بسبب ضبط ميزانها التجاري والثانية بسبب ضمان تصدير سلعهم للمنطقة، من جهة أخرى أعلن عن تراجع مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في مايو إلى 54.9 واستقرار في الناتج المحلي السنوي لألمانيا في الربع الأول عند 5.2% مع نمو في الإنفاق الحكومي 1.3% خفف من سلبية أداء المشترين الصناعيين، ويتوقع أن نشهد ارتداد جيد لليورو إلى 1.46 بعد ظهور نمط إيجابي أسبوعي عاكس للاتجاه .
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
تراجع إيجابي وملفت في التمويل العام للحكومة البريطانية من 24.8 مليار جنيه إلى 3.3 مليار جنيه حتى الاقتراض الحكومي تراجع دليل تحسن الملاءة في البلاد والناتج المحلي السنوي للربع الأول يقف عند 8.1% أعطى انطباعاً بأن بريطانيا أفضل مكان في القارة لاحتضان السيولة الهاربة من التعثر السيادي وانتهى الأسبوع بنمط إيجابي أيضا عاكس للاتجاه قد يحد من عنف العملة الخضراء وعليه نتوقع ارتداد على حساب الدولار إلى 1.65 الأسبوع المقبل.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
السلبية تستمر هذه المرة من الميزان التجاري للسلع اليابانية التي سجلت أول عجز منذ ثلاثة أشهر بقيمة 463.7 مليار ين بسبب تراجع التصدير وارتفاع قيمة الين بعد أحداث الزلزال والتضخم يرتفع بسبب ارتفاع السلع والنفط ثلاثة أعشار بالمئة ليضيق الخناق على المستثمرين في اليابان والأمل بأن يقوم الدولار بإعادة مكاسب قديمة له على حساب الين نتوقع ذلك إلى مستوى 84.5 خلال بضعة أيام.
الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري
بسبب تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى منذ ستة شهور وتراجع طلبات السلع المعمرة الأمريكية في إبريل بنسبة 3.6% مع استقرار الناتج المحلي السنوي الأمريكي عند 1.8% وتراجع استهلاك الفرد أيضا كلها تشير إلى إمكانية أن يتخلى الفرنك عن مكاسبه ويبدأ بالتراجع إلى مستوى 0.88 بقيادة عمليات التحوط التي تستهدف (ذهب العملات).
(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الجمعة الماضي)
محلل أسواق المال
waleed.alabdulhadi@gmail.com