الجزيرة - الرياض :

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض مرجع تاريخ الجزيرة العربية وأدبها وفكرها، صاحب الأيادي البيضاء والراعي الفاعل لكل عمل خير يخدم إنسان هذه الأراضي؛ ماضيا وحاضرا ومستقبلاً.

صحيفتنا الغراء صحيفة الجزيرة سباقة دائماً لكل عمل رائد. من ذلك ما نعايشه هذه الأيام على صفحاتها من ترحم ودعاء وتكريم لرائد من رواد النهضة الأدبية في بلادنا الغالية، ولعلم من أعلام الفكر فيها، ولمن تتضح أشعاره فصيحة أو نبطية وكتاباته تاريخية أو جغرافية بحب هذا التراب والولاء له، وإبراز كل أثر خالد فيه سواء كان ذلك موقعاً حضرياً درست معالمه، أو معلماً جغرافياً تبدلت أسماؤه مع تبدل ثقافة من حوله مع بقاء كيانه ثابتاً لا يتغير مع تغير الزمن، أو علماً أنجبته هذه البلاد وصقلته بعوامل التكوين المحيطة به خلال فترة إبداعه. رحم الله الشيخ عبد الله بن خميس وأسكنه فسيح جناته.

أحسنت جريدة الجزيرة عندما أتاحت أفقها الواسع ميداناً للحديث عن مآثر الشيخ عبد الله ومناقبه وإنجازاته وآثاره وسيرته في كل موقع حل فيه، وجهوده في كل عمل أبدعه.ولقد أظهر ذلك الميدان الواسع وفاء أهلنا وحبهم وتقديرهم لكل من عمل بإخلاص وولاء وتجرد لخدمة هذه البلاد الغالية سيراً على نهج قيادتنا الرشيدة، واقتداء بنهج سموكم - حفظكم الله - من مظاهر ذلك الوفاء ما تكرر من دعوات إلى تكريمه بايجاد مركز ثقافي يحمل اسمه، ويحفظ أعماله، ويتخذها مرتكزاً لكل من يريد السير في الدرب الذي سلكه -رحمه الله- ولاشك أن هذه الدعوة أفضل ما يعمل خدمة للعلم ورواده وتكريماً للمبدعين، وإظهاراً للوفاء والتقدير لمن أحب هذه البلاد وأفنى عمره من أجلها.

واستشعاراً من (كليات الفيصل للدراسات العليا) بواجبها في خدمة العلم وبحوثه ونشره، والتزاماً منها برسالتها بأن تكون أحد منافذ الإشعاع العلمي وأحد مراصد معالم بلادنا العزيزة فإنه يسعدها بأن تكون مقراً -ولو مؤقتاً - لمثل ذلك المركز إلى حين اختيار مقر دائم، وستقدم الخدمات الإدارية والسكرتارية اللازمة. حباً لهذا الوطن ووفاء للراحل الفاضل. حفظكم الله وسدد خطاكم، وأبقاكم داعماً لكل عمل خير..

عبد الله بن محمد الفيصل -

المشرف العام على كليات الفيصل للدراسات العليا