|
كتب - طارق العبودي
لم تكن خسارة الفريق الهلالي من نظيره الاتحادي وخروجه خالي الوفاض من دوري ابطال آسيا أمراً غير عادي ولا حدثاً فريداً، فلا يوجد فريق في العالم مهما كانت قوته لا يخسر، والاتحاد فاز بجدارة والهلال قدم أسوأ مستوى له منذ سنوات واستحق الخسارة بلا جدال.
لكن الغرابة تكمن في الأخطاء المتكررة التي يقع فيها الهلاليون - وأعني هنا الإدارة والجهازين الإداري والفني وكل من له علاقة مسؤولية بالفريق - قبل المباريات الحاسمة والثقيلة في كل موسم، والتي تمر مرور الكرام دون أن يستفيدوا من دروسها المجانية!.
) أول هذه الأخطاء هي الأحاديث الإعلامية (غير الموزونة) لسمو رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد ولمدير عام الكرة سامي الجابر، فالأول كان يردد: الاتحاد قوي وصعب وكنا نتمنى عدم مقابلته ومن سوء حظ فريقنا أن نظام البطولة وضعه أمامه.. والثاني يقول: لن يخسر الهلال إلا من برشلونة!!.. بل إن سمو الرئيس لم يلتفت لمباراة الاتحاد إلا قبل انطلاقتها بيومين أو ثلاثه حيث كان مشغولاً طيلة الفترة الماضية بانتقاد الاتحاد الآسيوي ومطالبته بنقل مباراة النصر -المنافس التقليدي للهلال- إلى دولة محايدة.
ماردده رئيس الهلال ومدير عام الكرة شتت أذهان اللاعبين وأدخلهم في حيرة من أمرهم، هل يصدقون الرئيس في وصفه للاتحاد بأنه أقوى وأصعب فريق؟ أم ينساقون خلف المدير ويصدقون أن فريقهم لا يمكن أن يقهره إلا البرشا!!..
قبل أن يكمل المدرب كالديرون الحكاية ويؤكد في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة أنه حضر إلى جدة لأداء الواجب والعودة للعاصمة ببطاقة التأهل.
) الخطأ الثاني هو ترك الحبل على الغارب للمدرب وتسليمه الخيط والمخيط لفعل كل شيء دون حساب أو مناقشة..
فكالديرون (رفض) رفضاً قاطعاً تأدية أي مران في ملعب المباراة في جدة رغم أن أنظمة ولوائح الاتحاد الآسيوي تمنح الفريق الضيف حق أداء حصة واحدة على أقل تقدير في ملعب المباراة، وكان من المفترض أن يذهب الفريق الهلالي إلى جدة مساء الأحد أو صباح الاثنين ليتدرب اللاعبون هناك في الأجواء شديدة الرطوبة، وهي الأجواء المناقضة تماماً لأجواء العاصمة..
وكل من تابع المباراة شاهد كيف كان لاعبو الهلال يركضون بثاقل ويكثرون من شرب الماء لحظة كل توقف للكرة، وكيف كان كل منهم يرفع قميصه ليمسح وجهه المشبع بالرطوبة.
وهنا يعيد الهلاليون سيناريو ماحصل قبل 4 مواسم تقريباً وتحديداً قبل نهائي الدوري الذي جمعهم بالاتحاد حينما فضلوا بناء على طلب المدرب إقامة معسكر في العين الإماراتية وتأخروا في العودة إلى الرياض التي لم يصلوها إلا في وقت متأخر جداً بعكس الاتحاديين الذين قادهم حسن التخطيط وسلامة التحضير النفسي لإقامة معسكر في الرياض ليعتاد اللاعبون على الجو، فكان أن أبدع الاتحاد في تلك المباراة وحقق الفوز وانتزع الذهب.
) وهناك خطأ آخر وهو وقوف مسؤولي النادي موقف المتفرج وسماحهم للمدرب بإشراك المدافع أسامة هوساوي وهو مصاب!!.
) أعيد وأكرر: لايوجد فريق في العالم لا يخسر..
لكن من الظلم أن يخسر البطل بأخطاء تتكرر كل موسم على طريقة (بيدي لا بيد عمرو).