مساء البارحة أُسدل الستار على الفرق السعودية المتأهلة لدور الثمانية في دوري المحترفين الآسيوي بعد أن طار الاتحاد بالبطاقة السعودية الأولى نحو دور الثمانية بعد إقصائه للهلال في مباراة تسيدها تماماً عكس التوقعات التي كانت تشير إلى مباراة مثيرة بين العملاقين، وفي هذه المواجهة نجح الاتحاديون في التعامل معها على أفضل ما يكون بدءاً من قرار الاستعانة بالبلجيكي ديمتري صاحبها إعداد إداري متميز وتهدئه مؤقتة للصراعات الشرفية لينقذ الاتحاديين موسمهم من الفشل من خلال نتيجة مباراة كان خلالها العنصر الأجنبي علامة فارقة في الاتحاد بجانب تألق النجم المخضرم محمد نور قابله أداء متواضع لأجانب الهلال..!
في الطرف الآخر الهلال والآسيوية لا جديد رغم زعامته المحلية إلا أن أخطاءه في مواجهة الاتحاد أقصته من البطولة الآسيوية، ومن وجهة نظري فإن تأخر الفريق بالسفر مبكراً لجدة للتعود على أجواء الرطوبة كان مؤثراً على لاعبي الهلال، كما أن استمرار سلبية ياسر القحطاني منذ عامين حتى مع المنتخب ألقت بظلالها على الأداء الهجومي الضعيف للهلال بعد أن تفرغ للظهور (بلوك) جديد في كل مباراة كما أن التهدئة الهلالية أرى أنها لعبت لمصلحة الاتحاديين الذين لو حدث العكس وتم التصعيد الإعلامي للمباراة لأربكت الاتحاديين كثيراً خصوصاً عندما تكون مواجهتهم أمام الهلال..!
التركيز الإداري الهلالي على المباراة لم يأخذ حقه من الناحية الإعلامية كما أشرت لذلك وقد تكون وجهة نظر لها مسبباتها لذا توجه رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد لتبني قضية الجماهير الإيرانية وتصعيدها إعلامياً، وبالتالي سحبت كل الأضواء إليها فيما سارت الأيام التي سبقت مواجهة الاتحاد هادئةً على غير العادة رغم أنها أهم مواجهة تشهدها الملاعب السعودية والآسيوية هذا الموسم..!
أما مواجهتا الأمس التي يمثلنا فيهما النصر والشباب وهما الأقل حظاً للتأهل للدور التالي وربما يكون الشباب فرصته أكبر من النصر نظراً لظروفه الفنية والإدارية المستقرة مقارنة بالنصر الذي أتمنى أن لا يكون قد عاد بكارثة من استاد فولاذ بوشهر في إيران عندما واجه أحد أفضل فرق آسيا ذوب أهن الإيراني..!
تأهل فريق واحد من السعودية لدور الثمانية إن حدث فهو كارثة ويؤكد على أن الكرة السعودية ما زالت تعيش غيبوبة، أما في حال تأهل فريقين أو ثلاثة فإن الأمر قد يجعلنا نتفاءل بأن الكرة السعودية يمكن لها العودة لموقعها الطبيعي بين الأفضل في القارة الآسيوية في ظل الخطوات التطويرية التي يقودها الرئيس العام لرعاية الشباب..!
ما أخس من قديد إلا عسفان..!
(ما أخس من قديد إلا عسفان) هذا المثل يُقال عند المقارنة بين شيئين أردى من بعضهما البعض وفريق النصر ينطبق عليه هذا المثل من حيث تعاقداته مع المدربين واللاعبين الأجانب وكأن مسئوليه يعاقبون جماهيرهم عندما يطالبون بالأفضل وللتدليل على ذلك تعاقدوا مع زينجا بديلاً عن ديسلفا وفي خطوة كارثية تم الاستغناء عن زينجا ليكون البديل الكرواتي دراقان..!
أما على صعيد اللاعبين الأجانب فكانت أم الكوارث عندما تم الاستغناء عن الثلاثي غالي وإيدر وباسكال والإبقاء على المتواضع فيجاروا فكان البديل الثلاثي الأسوأ ماكين وبيتري ورزفان فيما تم تسريح اللاعبين المحليين إبراهيم شراحيلي وماجد هزازي والإبقاء على المتواضع أحمد الدوخي..!
هذه القرارات تؤكد أن النظرة الفنية الثاقبة لدى إدارة الكرة في النصر مفقودة رغم أنها موجودة لدى خبرات نصراوية مشهود لها بالكفاءة تم تجاهلها تماماً، وبالتالي أصبحت الدائرة الاستشارية ضيقة رغم أن رئيس النصر سلم إدارة الكرة (الخيط والمخيط) وذلك في أعقاب فشله في صفقة زينجا والثلاثي الأجنبي التي حيكت مؤامرتها بين أربع عواصم هي الدوحة ودبي وبوخارست والرباط أُستغل فيها النصر أبشع استغلال من الناحية المادية بسبب قلة خبرة الرئيس مما جعله مؤخراً يوافق على الكثير من القرارات الخاطئة لعل أبرزها إلغاء عقد زينجا نفسه دون أن يكون البديل أفضل منه..!
بغض النظر عن نتيجة الأمس. النصر أصبح بحاجة للتغيير لعل البداية تكون من إدارة الكرة التي يقودها الكابتن سلمان القريني الذي اجتهد كثيراً لكنه لم يوفق ومن ثم اختيار جهاز فني قدير والتعاقد مع رباعي أجنبي متميز يمثل العمود الفقري للفريق مع توجيه الشكر للثلاثي حسين عبد الغني وأحمد الدوخي وسعد الحارثي وتصعيد المتميزين من الفريق الأولمبي..!
نوافذ
الاتحاد عاد في الوقت المناسب والهلال خذل جماهيره في المرحلة الأهم، لكن كل هذا لا يلغي العمل الكبير لإدارة الهلال في الموسمين الأخيرين، لكن البطولة الآسيوية تبقى حالة خاصة يجب أن يتعامل معها الهلاليون بهدوء أكبر حتى لا تهدم العمل الكبير في الفريق..!
الأمير فيصل بن تركي الاسم الوحيد الذي يتفق عليه النصراويون فقط عليه أن يُقرب أهل الخبرة والحكمة والاعتماد عليهم في اتخاذ القرارات الفنية حتى لا تقع الإدارة ضحية سماسرة وتكون النتائج كوارثية كما حدث هذا الموسم..!
تطبيق اللوائح بحذافيرها هو طوق النجاة من القرارات الكوارثية التي تتخذها اللجان وآخرها قضية الوحدة والتعاون..!
مواجهة الهلال والاتحاد المتوقعة في دور الأربعة بكأس الملك هي مواجهة الختام الحقيقية للمسابقة وستكون مواجهة تأكيد للاتحاديين وثأر للهلاليين، ومن وجهة نظري أن السطوة الهلالية المحلية ستتواصل حتى مع الاتحاد..!
الأمير بندر بن محمد الرئيس الذهبي للهلال هو أفضل من يعرف خبايا وأسرار البطولات الخارجية، ومن وجهة نظري لن يعود الهلال للتألق الآسيوي إلا بوجود سموه وسبق وأن قلت ذلك له قبل موسم فالهلال توقف عن تحقيق بطولة أبطال آسيا رغم أنه المرشح لها بعد أن حققها آخر مرة في آخر سنة ترأس فيها سموه الزعيم..!
برر البعض تجاهل المدرب الوطني ناصر الجوهر لاتصالات ورسائل الشرفي لأنه يعرفه جيداً أنه لن يحل أزمة النصر التدريبية (مالياً) والتي تتطلب تسديد مستحقات الجهاز الفني الحالي وأيضاً تسديده لقيمة عقد إشرافه على الفريق خلال الفترة القادمة في حال قبوله، فالنادي يعيش أزمة مالية غير مسبوقة..!
alzamil@cti.edu.sa