استفزتني دراسة تقول إن 44% من السعوديات غير «راضيات» عن أشكال أنوفهن!! «والعهدة على الاستبيانات طبعاً» و»ياليت الموضوع» وقف عند عدم الرضى كان «تهون شوي» بحكم إن فيه أشياء كثيرة في الحياة أصلاً «مو عاجبتهن» لكن الدنيا «ماشية معهن الله يوفقهن»!!
المشكلة أن الدراسة أظهرت أن قرابة «نصف هذه النسبة» يفكرن جدياً في إجراء عمليات تجميلية لتحسين مظهر الأنف !! يعني بناتنا «بيعدلون ويبدلون» في «خشومهن» ليس لأسباب تقويمية أو علاجية!! كان «تهون» بل لمبررات تجميلية ولمطابقة مواصفات الشهيرات من أهل الفن والطرب!! والمتهم الأبرز طبعاً هي «المسلسلات المدبلجة «ولا تهون الكثير من الفنانات اللي طلعت فضايح أشكالهن «قبل الشهرة»!! خصوصاً مع سهولة تناقل الصور عبر البلاك بيري والفيس بوك بين المراهقين والمراهقات!! وبحكم «لقافتي الإعلامية» ومن باب لعلنا نكتشف الأسباب لتوعية من بقي من المشاهدات ممن لم يقررن خوض هذه التجربة بعد!! استعنت بالدكتور عثمان الطويريقي وهو «أستاذ جامعة هارفارد» ورئيس جراحة الوجه في مدينة الملك عبد العزيز لأنه سجل الكثير من الحالات التي تطلب إجراء عمليات من هذا النوع وبعد جهد طويل نجح الدكتور في إقناع «حالتين» بالتحدث معنا شرط عدم تصويرهن بشكل مباشر, وعن الأسباب قالت الأولى إنها لم تفكر في ذلك إلا بعد أن تغير شكل زميلتها في المدرسة عقب إجرائها مثل هذه العملية التجميلية التي تضيف تغيرات طفيفة على شكل الأنف وبشكل آمن!! «قيد عندك تأثيرا لزميلات أو الصديقات».
أما الأخرى فأكدت التهمة على الفنانات اللي «كل يوم طالعات بشكل مختلف» وأن الأمر لديها لا يتعدى تتبع للموضة يعني «خشومنا صارت موضة»!!
طبعا الدكتور من جانبه روى لي العديد من القصص الغريبة لفتيات يطلبن إجراء عمليات لأنوفهن «بمبالغ طائلة» رغم أن «أشكالها جميلة أصلا» يعني ما شاء الله «سلة سيف» ولا يحتجن لمثل هذا التدخل الجراحي الذي قد يكون له أثر في المستقبل ولكن الأغلبية لا يقتنعون برأي الطبيب ويصرون على التغير علما أن المرحلة العمرية «ما بين 15 إلى 30 عاما» هي المرحلة الأخطر التي تنظر فيها الفتاة إلى جمالها، وتقارن بينها وبين صديقاتها، وهو وقت الشكوى وظهور عدم الاستحسان من شكل الأنف. ولزيادة التوعية طبعاً !! حرصت على مقابلة البريفسور «بيتر» وهو أستاذ جراحة التجميل بجامعة رش بشيكاغو مصادفة خلال زيارته للرياض لإجراء مثل هذه العمليات فقال «من خلال متابعتي لطالبي عمليات التجميل أؤكد أن اعتباراتهن وجيهة!! ولا تختلف عن تلك الموجودة لدينا بشيكاغو»!! أجل اعتباراتهن وجيهة يا «عم بيتر» ؟! «ماشي» لا صار اللي «بشيكاغو» يبدلون بعد لنفس الأسباب !! أجل عز الله «لا طبنا ولا غدى الشر». والحمدلله إن «هذه الموضة» لم يتأثر بها شبابنا بعد وإلا «كان علوم» تخيل كل يوم الواحد «جايك» بخشم مختلف!!
وصدق المثل القائل «مالك إلا خشمك ولو كان أعوج».
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net