|
برلين - الجزيرة
عبر معالي وزير الدولة لدى المستشارة الألمانية فون كلايدن عن تقدير ألمانيا الاتحادية للدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أجل استقرار أسعار النفط العالمية، وقال «إننا نثمن جداً النهج الذي تتعامل به المملكة مع أسعار النفط في السوق العالمية مما يجسد حرصها على مصالح المنتجين والمستهلكين، والحفاظ على استقرار السوق النفطية».
وأكد أن المملكة العربية السعودية هي أهم شريك اقتصادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال استقبال معالي وزير الدولة الألماني في مكتبه بمقر المستشارية في برلين وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية البريطانية بمجلس الشورى الذي يزور ألمانيا الاتحادية حاليا برئاسة عضو المجلس الدكتور سعد بن عبدالرحمن البازعي وعضوية عدد من أعضاء المجلس أعضاء اللجنة وهم الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، والدكتور عبدالله بن سعيد أبو ملحة، والدكتور فهاد بن معتاد الحمد. والدكتور قاضي بن محمد عقيلي، والدكتور محمد بن زامل الشريف، والدكتور محمد بن مطلق المطلق، والمستشارة بالمجلس الدكتور نهاد بن محمد الجشي. ونوه معاليه بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وبمبادراتها في تعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الشعوب بدلا من الحروب والكراهية والصراعات التي تقوض الأمن والسلام العالميين. وأشار إلى وجود ألفي عامل ألماني يعملون في المملكة ويجدون كل ترحيب وحفاوة من قبل الشعب السعودي، مؤكداً رغبة بلاده في زيادة الواردات الألمانية غير النفطية من المملكة، إلى جانب توسيع مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المشتركة في ظل الفرص الاستثمارية المتاحة والمناخ الاستثماري في المملكة.
من جانبه أطلع رئيس وفد مجلس الشورى معالي الوزير الألماني على آلية العمل في مجلس الشورى ولجانه المتخصصة، واختصاصات المجلس وصلاحياته في المجالين التنظيمي والرقابي، مشيراً إلى أن مجلس الشورى يمارس دوره الرقابي من خلال مناقشة التقارير السنوية لأجهزة الدولة ومؤسساتها، وطلب حضور الوزير المختص لمناقشته حول أداء الوزارة. في حين تحدثت المستشارة الدكتور نهاد الجشي عن دور المستشارات في المجلس، وآلية عملهن المتمثلة في تقديم الرأي في بعض الموضوعات المطروحة على المجلس وبخاصة ما يتعلق منها بالمرأة والأسرة والطفل، إلى جانب مشاركتهن في وفود المجلس الرسمية المشاركة في المؤتمرات والاجتماعات البرلمانية الإقليمية والدولية المدرج على جدول أعمالها موضوعات لها صلة بالمرأة والطفل. وتطرق النقاش خلال اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات بين المملكة وألمانيا وبخاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والتقنية. من جهة أخرى اجتمع وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الألمانية بمجلس الشورى مع مدير شعبة قضايا السياسة الصحية العامة الأوروبية والدولية بوزارة الصحة الألمانية أورتقين شولتيه. وتركز الحديث خلال الاجتماع حول التعاون بين المملكة وألمانيا في المجال الصحي وزيادة عدد المقاعد للطلاب السعوديين في الكليات الطبية بالجامعات الألمانية.
وأفاد المسؤول الألماني بأن المملكة العربية السعودية من الدول العشر الأولى التي أدرجتها ألمانيا ضمن برنامجها لتطوير التعاون معها في المجال الصحي الذي بدأته في العام 2007 م. وأشار إلى التفاهم بين وزارتي الصحية في البلدين الذي تم الاتفاق عليه العام الماضي 2010 م، لتطوير التعاون بين الجانبين، وتأهيل الأطباء السعوديين في ألمانيا، وتبادل الزيارات بين المسؤولين الصحيين في البلدين، معربا عن أمله في أن يصل عدد الأطباء السعوديين الذين يتم تأهيلهم سنويا في ألمانيا إلى 120 طبيباً. وفي نهاية الاجتماع عبر رئيس وفد المجلس عن تقديره للمسؤولين في وزارة الصحة الألمانية على إتاحة الفرصة لأعضاء الوفد عقد هذا اللقاء مع أحد مسؤوليها للبحث في سبل تطوير التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي والمهم في إطار العلاقات المتطورة بين المملكة وألمانيا الاتحادية. على صعيد آخر قام وفد مجلس الشورى بزيارة لمقر الأكاديمية الألمانية للعلوم التي تعنى بتوثيق وأرشفة المخطوطات في مختلف العصور، حيث اطلع أعضاء الوفد على جهود الأكاديمية في حفظ وأرشفة المخطوطات القرآنية التي جمعها الباحثون في الأكاديمية من مختلف دول العالم الإسلامي، ويقوم على هذا البرنامج أكاديميون إسلاميون من خلال البحث والدراسة لتلك المخطوطات القرآنية، وتصنيفها حسب القراءات السبع المشهورة.
وأفاد القائمون على البرنامج أن الهدف من هذا العمل هو الرد على ما يروجه أعداء الإسلام في أوروبا أن القرآن هو ليس كتابا إلهيا، حيث أثبت الباحثون من خلال المخطوطات التي عثروا عليها والتي كتبت خلال عصور عدة من عصور الإسلام وفي أماكن متفرقة من العالم الإسلامي أن القرآن هو كتاب سماوي حيث لم تختلف مخطوطة كتبت العصور الأولى للإسلام عن غيرها كتبت بعد مئات السنين من البعثة النبوية.
كما اطلع أعضاء الوفد على برنامج الأكاديمية في معجم اللغة المصرية الفرعونية، الذي بدأته في العام 1842 م، وهو أكبر مشروع أرشيف في العالم إذ يحتوي على أكثر من مئة ألف مخطوطة فرعونية.
كما زار وفد المجلس متحف الفنون الإسلامية وهو أحد المتاحف الثلاثة في المتحف الرئيسي في برلين. وشاهد أعضاء الوفد المقتنيات الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر الأموي مما يعد أهم متحف إسلامي في العالم يضم بين جنباته أهم وأبرز الأعمال اليدوية التي تميز بها المسلمون على مر العصور خاصة في أعمال الزخرفة والنحت على الصخور. وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم بهذا التراث الإسلامي الذي يعبر عن الحضارة الإسلامية ومدى براعة المسلمين في مجال الصناعة والزخرفة والنقش على الصخور.