|
أبها – عبدالله الهاجري :
نعلم جميعاً أن النشيد الوطني السعودي يبدأ كل صباح بـ «سارعي للمجد والعليا» وهو من كلمات الشاعر إبراهيم خفاجي ومن ألحان طارق عبدالحكيم وهو محفوظ بالتأكيد في قلوب كل السعوديين.
لكن هناك أغنيات وطنية حماسية أقل ما نقول عنها إنها تشبه النشيد الوطني، فحفظها السعودي عن ظهر قلب، ويتردد صداها في كل مناسبة وطنية، لكن الأجمل في كل هذا هو أن أغلب تلك الأغاني هي بصوت فنان العرب محمد عبده، أعمال انصهرت في النسيج الوطني، وبات السعودي يعرف تاريخها ومناسبتها.
قدم فنان العرب العديد من الأعمال الوطنية خلال مسيرته الممتدة خمسين عاما، فكانت «نشيداً» يردده الكل، ويبدو أن محمد عبده حاول أن يقول خلال مسيرته «وطني أهم من العاطفة والغزل .. سأغني لوطني في الحب والسلم والحرب، لن أترك مناسبة وطنية دون أن يكون لي فيها حضور».
الشواهد كثيرة، وسنأتي من آخرها، وقبل وعكته الصحية كانت آخر مشاركة لفنان العرب في مهرجان الجنادرية، وهي المناسبة التي ما غاب عنها وشارك في ست وعشرين جنادرية لم يغب عنها لحظة واحدة حتى وهو في قمة ألمه ومرضه، شارك فيها مغنياً وملحناً، غنى في الوطن والمواطن.
من منا يجهل «فوق هام السحب» التي صارت عنواناً لأي مناسبة وطنية، «ارفع راسك أنت سعودي»، وهي لزمة لكل سعودي يرددها الصغار قبل الكبار، وأغنية «الله أحد» التي يتمايل معها الجميع بكل فخر ونشوة، لا أحد ينسى «حدثينا يا روابي نجد». لم يترك فنان العرب مناسبة في مناطق الوطن إلا وشارك بها، من العاصمة كانت أغنية «وين أحب الليلة وين» وهي من الأغاني العاطفة في الوطن، وفي جدة شارك فيها حباً كـ «كوكب الأرض»، وفي أبها حيث توجد هامة فنان العرب، شارك فيها بالكثير وقدم لها العديد في حضور رسمي من أوبريت وأغاني خاصة منها «يا عروس الربى الحبيبة أبها»، وفي الشرقية كان له حضور كما كان له حضور في بقية مناطق المملكة.
وفي الحرب.. أثبت فنان العرب بأنه الوحيد القادر على تحريك مشاعرنا الحماسية «أوقد النار يا شبّابها» و»أجل نحن الحجاز ونحن نجد»،»سور البلد عالي» و»هبت هبوب الجنة» والكثير غيرها.
وفي ملوك السعودية كان لفنان العرب الحضور الأبرز والأكثر، فغنى لجميع الملوك في مناسبات مختلفة من الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله -، والملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - أغنية (خالد خالد) وغنى للملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أغاني عديدة منذ توليه الحكم ثم بقية سنوات حكمه حتى عشرينيته (مرور عشرين عاما على تولي الملك فهد مقاليد الحكم) ثم أغاني ابتهاجاً بعودته للوطن بعد رحلته العلاجية الأولى ثم الثانية وحتى بعد وفاته غنى مرثية شهيرة، ولعل أبرز أغاني فنان العرب في الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - (سور البلد عالي وسيرة بطل )، ولم يتوقف محمد عبده عند هذا الحد فغنى في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أغاني كثيرة وشهيرة أبرزها (ملك القلوب- وسلمت يداك- وأنت بعد الله- وعاش أبو متعب- وقائد الأمة يا يمين الخير وغيرها)، كما غنى للأمير سلطان أغاني كثيرة ومميزة أبرزها (لا باس- وزدني غضب- وكف سلطان- ويا شايل السامر- وللدار وحشة- ويا سيدي- وسلطان جاتك- وسلطانها- وسلطان القلوب- وسلطاننا الغالي- وأهني سيدي وغيرها). كما غنى لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز - رحمه الله - أغنية (روحنا عبدالمجيد) ، كما غنى فنان العرب في صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أغنية (النائب الثاني) و(نايف المجد)، وغنى في صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز ، فيما غنى لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أغنية (الرياض تحكي) و(الشعر متعبتي بمدح سلمان)، وغنى لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أغنية (موقف محمد)، كما امتد حضور فنان العرب لخارج أرض الوطن فغنى للعديد من الدول العربية في مناسباتها الوطنية، كما شارك فرحاً في بعض المناسبات العربية كما حدث مثلاً في صلح الفصائل الفلسطينية، كما شارك فنان العرب ألماً في بعض الموقف كما حدق للطفل الفلسطيني محمد الدرة وغنى له «آه».
وامتد حضور فنان العرب للعديد من المناسبات نتذكر منها مثلاً أغنيته الوطنية الشهيرة التي هزت الوطن العربي بأكمله (ما تغيب الشمس عبرنا) في شهر رمضان المبارك لعام 93 هجرية بعد أن أصدر الملك فيصل -رحمه الله- قراره التاريخي بوقف تصدير النفط.
هنا فقط حاولت فقط الاستشهاد ببعض أعمال فنان العرب الوطنية لم أوردها جميعاً، فقط كان تعريجاً سريعاً، نتذكر ما قدمه فنان العرب محمد عبده لوطنه وكأنه يقول «وطني أهم» وكأننا نقول هي أقرب للنشيد الوطني فـ «سارعي للمجد والعلياء».