إن من أبرز الأسباب التي مهدت لهذه النهضة العلمية المتميزة في بلادنا تلك الجهود التأسيسية لموحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله أثره- الذي أسس بنيانها على هدي الشريعة، فلا عجب أن يؤسس كل أعماله على العلم والمعرفة، ولا عجب أن يسير أبناؤه الكرام من بعده على ذات المنهج، فشيدوا بناء العلم على القواعد التي وضعها الملك الموحد، وأعلوا صرح المعرفة على الأسس التي أرساها الإمام المؤسس، حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي ضرب أروع المثل في الاهتداء بهدي العلم والاستضاءة بأنوار المعرفة، حتى غدت المملكة - ولله الحمد- في مصاف الدول المتقدمة في شتى أنواع العلوم والمعارف.
ومما يدل على شمولية نظرة خادم الحرمين الشريفين، وبعد تطلعاته أن دخلت المرأة السعودية في مشمول عنايته بالعلم، واهتمامه بقيام كل شؤون الوطن على المعرفة، إداركاً منه- حفظه الله- لعظم رسالة المرأة في المجتمع، وأهمية مساهمتها في التطوير والرقي، فهي نصف المجتمع، وحافظة التوازن والاستقرار، وحاضنة الأجيال.
وقد توج الملك -حفظه الله- عنايته بالمرأة السعودية، وتعليمها بإنشاء (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) التي تعد -بحق- مفخرة من مفاخر المملكة، وصرحا عظيما من صروح المعرفة، ومنارة من المنارات المضيئة التي تشهد على مدى علو همة خادم الحرمين الشريفين، وسعيه الدائم إلى معالي الأمور، وجليل الأعمال، فقد أبى -حفظه الله- لهذه الجامعة إلا أن تكون مضرب المثل من ناحية دقة التخطيط والتصميم، ومن جهة جمال الإعمار والتشييد، ومن الناحية الاستيعابية والشمولية للتخصصات العلمية، ومن حيث توفير أحدث ما توصل إليه العلم من إمكانات، مما جعل هذه الجامعة تتجاوز كونها جامعة، إلى كونها صرحا علميا، ومعلما حضاريا من معالم المملكة، ومأثرة من أعظم مآثر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله.
نسأل الله أن تؤدي هذه الجامعة المباركة رسالتها السامية، وتحقق أهدافها المرجوة منها، بما يعود بالمصلحة والنفع العميم على الوطن والمواطن.
مدير المجمعة
