Monday  23/05/2011/2011 Issue 14116

الأثنين 20 جمادى الآخرة 1432  العدد  14116

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

رحل الشيخ عبدالله بن خميس بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري؛ فهو كاتب معروف، وأديب مرموق، وشاعر محلق، وصاحب أسلوب سلس وعبارة متينة، ساهم مساهمة فاعلة في محيط الثقافة، وحمل راية الأدب والتاريخ والتراث، وهو أحد رواد الأدب في بلادنا، وعَلَم من أعلام الفكر والثقافة، وعضو في المجمع اللغوي في القاهرة.

عرفته وهو طالب في كلية الشريعة في مكة، وكنا طلاباً في مدرسة دار التوحيد في الطائف، ثم عرفته مديراً لكليتَيْ الشريعة واللغة العربية، وكنت وقتها طالباً في كلية اللغة العربية، وظلت صلتي به متصلة عن طريق اللقاءات الأدبية والمؤتمرات الثقافية والكتابة معه في مجلة الجزيرة التي كان يرأس تحريرها، وكذا قراءة ما ينشره من مؤلَّفات في التاريخ والجغرافيا والأدب والبلدان والأماكن والبقاع والرحلات، وله إنتاج علمي ومؤلَّفات تناولت فنون الأدب والتاريخ والتراث؛ فهو شاعر وجغرافي وأديب وصاحب لغة متميزة وأسلوب عربي فصيح، وهو من حماة اللغة العربية وتراثها الفكري، ودخل في حوارات ساخنة وردود مع عدد من الأدباء والمؤرخين، وكان متضلعاً في آليات الأدب والنقد، وضليعاً في النحو والصرف والبلاغة. لقد ضرب بسهم وافر في مختلف مناحي الأدب ومجال التأليف، يدل على ذلك قائمة مؤلَّفاته وبحوثه.

إنه واحد من شخصيات الرعيل الأول الذين شاركوا منذ بواكير شبابهم في حركة العِلْم والثقافة الملتزمة بثوابت الأمة.

إن كل جانب من جوانب حياته الثقافية والصحفية يستحق وحده وقفة متأنية؛ فالكتاب يلازمه في كل مجلس؛ ما جعله وفياً للقلم والكتاب. ولقد ألّف في مجال الرحلات مثل كتاب (شهر في دمشق) ورحلاته إلى أمريكا واليمن والعراق، والمجاز بين اليمامة والحجاز وهو كتاب أدبي جغرافي اعتمد على الرحلة في معلوماته؛ حيث بيّن الآثار الجغرافية والطرق التاريخية وتحقيق المواقع والآثار والمنازل والمَوَاطن من خلال الشعر العربي القديم والحديث ووصف طريق الحج من الرياض إلى مكة، ومعجم جبال الجزيرة، ومن القائل، والشارد، ومن جهاد قلم، ومعجم اليمامة وتاريخها، وهو كتاب أدبي وتاريخي، وأودية الجزيرة ورمالها..

لقد كانت حياته حافلة بالريادة والإنجازات في ميادين الفكر والبحث والتأليف.

وهكذا رحل الشيخ ابن خميس، ويبقى ذكره الحسن.

والموت نقاد على كفه

جواهر يختار منها الجياد

ولا نملك إلا الدعاء له بالأجر الجزيل لقاء ما قدَّم من أعمال طيبة، والإشادة بمآثره.

ولقد قيل:

كذلك الموت لا يبقى على أحد

مدى الليالي من الأحباب محبوبا

وهكذا يعتصرنا الأسى ونحن نودِّع شيخاً وأديباً فاضلاً، أوقد آلاف الشموع، وشع نور الفكر والأدب من جنباته، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر وحُسْن العزاء، وجعل ما قدَّمه للعلم والوطن في ميزان حسناته، إنه سميع مجيب.

 

ابن خميس رائد في تاريخنا الأدبي
عبد الله حمد الحقيل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة