Monday  23/05/2011/2011 Issue 14116

الأثنين 20 جمادى الآخرة 1432  العدد  14116

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وداعا .. مؤسس «الجزيرة»
حمود اللحيدان(*)

رجوع

 

إلى جوار ربه انتقل الرجل الكبير والعلم الشهير عبد الله بن خميس، مؤسس الجزيرة عالم الأرض واللغة والتاريخ والأنساب والشعر والمؤسس، كما عبرت بذلك (الجزيرة)، انتقل إلى جوار خالقه بروحه الطاهرة، وبجسده الكريم، وبأعضائه المناضلة، وبفكره القويم، انتقل إلى جوار ربه بكل ما فيه من خصال طيّبة وصفات حميدة، ومزايا نادرة قلّ أن تجتمع في إنسان واحد.

إن وفاة هذا العلم الكبير لهي خسارة كبرى لنا ولأجيال ستأتي بعدنا، كوننا قد افتقدنا رجلا عالما مربيا مثقفا واسع الاطلاع، صاحب حكمة ودراية لا تضاهى ورأي سديد لا يتبعه قول ولا رأي، وصاحب مشورة مقننة لا بديل لها، وذلك كله يبدو جليا من خلال مؤلفاته وكتبه وأحاديثه وعلمه وعلومه معا.

عاش عبد الله بن خميس 92 عاما ثرية بالحراك الثقافي والإبداع العلمي والتميز المعنوي والنشاط الإعلامي، أسس خلالها أكبر صحيفة سعودية ووضع أُسسها القوية المتينة واختار اسمها لتكون كذلك جزيرة كبيرة للوطن الكبير جعل منها في البداية منهلا للعلم والثقافة ووسّع فيها وأبدع ليثريها جمالا وتنوعا محسوسا وملحوظا ومقروءا ومشاهدا منذ القرن الماضي، وحتى وقتنا الحاضر متجاوزة الـ 50 عاما كانت شاهدة بحروفها وكلماتها وسطورها وصفحاتها ورقيا والكترونيا على نجاح رجل عظيم في عمل عظيم سيظل على المدى يُشهد له ويشار له بكل بنان بأنه كان وراء هذا المنجز العظيم رجل عظيم أسس لهذا الإنجاز ودرّس مفاهيمه لمن بعده.

عزاؤنا وعزاء أهله وذويه وكل محبيه أنه خلّف وراءه علوما نافعة، ومشاهد رائعة، ومواقف ناصعة ساطعة تشهد له أمام ربه وأمام خلقه أنه مات قريبا إلى ربه قريبا إلى محبيه، سعيدا بما قدم من عمل سيجده - بمشيئة الله - أمامه سعيدا مسرورا بذلك (الإرث) الكبير الذي ورّثه ليس لأبنائه - فحسب- إنما للأمّة أجمع.

رحمك الله يا فقيد الجزيرة وفقيد الثقافة والمعرفة رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجمعك في دار كرامته أنت ومن تحب أن يكون معك في دار القرار إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .

(*) حائل

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة