Monday  23/05/2011/2011 Issue 14116

الأثنين 20 جمادى الآخرة 1432  العدد  14116

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الوصولية سلوك شخصي يعكس شخصية الإنسان الذي يكرس نشاط الاجتماعي والذهني والفكري والعقلي لهدف معين وهو الوصول للشيء الذي يريده ويتمناه ويبتغيه، مع الإباحة للنفس باستخدام جميع الوسائل اللازمة تزلفا وتملقا وتقربا وطبطبة وإشادة،

الوصولية سلوك شخصي يعكس شخصية الإنسان الذي يكرس نشاط الاجتماعي والذهني والفكري والعقلي لهدف معين وهو الوصول للشيء الذي يريده ويتمناه ويبتغيه، مع الإباحة للنفس باستخدام جميع الوسائل اللازمة تزلفا وتملقا وتقربا وطبطبة وإشادة، إن الوصوليون لا طعم لهم ولا رائحة ولا انتشاء، إنهم مثل الوباء الكبير، وكالمدن بلا حدائق، فضاء بلا نجوم، إنهم مثل الغيظ والقيظ، والمصابيح التي بلا غاز، إنهم ريح مستعرة لا تستريح بها غيرة وصفرة وبعض رمل، يميلون مثل الموازين، ورود غاب عنها سحرها وشذاها، لا هم رئة ولا قلب، وليس لهم رعد وبرق ومطر، ولا هم فراشات ناعمة تبحث عن ضوء خافت خفي، متعبون يبحثون عن ركائبهم المتعبة، كاللصوص يصولون في شرايين الليل، وكالحيات لها ملمس ناعم وسلس وسم مخيف، إنهم يشبهون الجفون التي دكها الوسن، يتمرسون بالدهاء وبالخسة، هم بين السأم والحلم ودروب الملح، لا يعرفون التلال ولا الجداول ولا ثمة ربيع لديهم، ولا يعرفون الدروب المستقيمة ولا السطر والمسطرة، وليس عندهم نظر ولا منظرة، ولا قلم ولا محبرة، ولا فواكه نظرة، ولا قناديل تطل من الرابية، أشجارهم ليست يانعة وليست مثمرة، لا هم نصوص كلام شفيف، ولا غناء مصون، ليس لهم بارقة سناء، ولا يليق بهم الثناء، صفاتهم ليست بارقة، وعلاماتهم ليست فارقة، ولا يعرفون بياض البياض، لا هم رياحين ولا سوسنة، ولا مروج خضر، ولا نبت، ولا زينة، ولا غرس، ولا ظلال، ولا نهر، ولا عمق بحر، ولا سعة أرض، ولا امتداد فضاء، ولا غصن أثقله امتلاء الثمار، إنهم مشاريع فاسدة، وعطن وبهتان وفصيلة خبث في الدم، ومشاكسة زائفة، ومكامن ومكائد ودسائس، إنهم يمارسون أبشع أنواع الجهل والتنطع، ويجيدون النباح والسعار والشرور والتجني، وحتى كريات دمائهم تنمو في احتفاءات فوق العادة والاعتبار، لا هم ممشوقون من حفيف سعف، وليس لهم ظلال نخيل، ولا يشبهون حقول القمح، إنهم خارجون من رحم البهتان وحكايا الاحتيال، مسكونون بالوجع، ومزهوون بالثبور، ليس لهم ضياء، ولا نور، ولا ندى صباح، إنهم خفافيش دجى ثقال سمان، لهم خرافة وخنوع ونكوص وأذى، إنهم لا يشبهون بائعي الورد، ولا موقظو الليل بالتهجد، ليس لهم حراك جميل ولا رفيع، ولا يشبهون شكل البياض ولون البياض ودهشة البياض، ولا البرتقالة أو عريش العنب، ولا اشتعالات الفرح، إنهم لا يكرهون الخطيئة ولا يحاولون تلاشيها، إنهم يحبون المشاكسة والثرثرة والضجيج وامداهنة والتسويف والمراوغة، إنهم يعرفون حرفية الاختباء في الزوايا المظلمة، يجيدون ذلك الاختباء ويمارسونه حين يبزغ النور وتذهب العتمة ويجيء ضوء الشمس. إن للوصوليون قبحا ونكدا ومتاهة وغموضا ورطانة وتهاويل وهلس وعتمة ودوار وتخلف وديمغواجية وسلوك يشبه سلوك العثث.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الوصوليون!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة