|
الجزيرة - الرياض :
برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة مضاوي بنت مشاري بن عبد العزيز نظم نادي القانون بكلية البنات بجامعة الأمير سلطان ندوة بعنوان (العنف الأسري وابتزاز المرأة) في الحلقة الأولى حاضر فيها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، كما شارك في الحلقة الثانية الدكتور سعد الوهيبي رئيس المركز الاستشاري للتدريب القانوني، والدكتور عبدالرحمن المحرج عضو جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي، بحضور مدير الجامعة ووكلائها وعميدة كلية البنات.
هدفت الندوة التي أدارتها الأستاذة هدى شعراوي أستاذة القانون في كلية البنات والتي أقيمت بمسرح الجامعة الرئيس، إلى التعريف بالعنف الأسري وابتزاز المرأة، وموقف الشريعة الإسلامية منه، والتبصير بالعنف الأسري من الناحية القانونية، وتأثير العنف الأسري ضد المرأة على العلاقات الأسرية.
بدأت الندوة بكلمة للدكتور أحمد بن صالح اليماني مدير الجامعة رحب فيها بسماحة مفتي عام المملكة والمشاركين في الندوة قائلاً: أرحب بكم أجمل ترحيب في جامعة الأمير سلطان.. الجامعة التي حظيت منذ تأسيسها بالاهتمام الخاص من الرجل الذي شَرُفت بأن تحمل اسمه، رجل الخير والبذل والعطاء، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وليِّ العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي قدم الكثير لهذه الجامعة ودعمها وما زال يدعمها بسخاء.
كما أن انطلاقتها منذ البداية كانت بفضل الله.. ثم بفضل الجهود التي بذلها ويبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم الذي تبناها ورعاها بجهوده، يحفظه الله، ويتابعها بكل حرص واهتمام حتى أصبحت صرحاً علمياً مميزاً ينافس الصروح العلمية الأخرى.. كما يجب ألا ننسى الدعم غير المحدود من الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض ورئيسِ مجلس أمناء الجامعة الذي كرس كل جهده ووقته الثمين لخدمة الجامعة».
وقال: إن هذه المحاضرة المهمة التي تُشرِفُون الجامعة اليوم بإلقائها بدعوة من نادي طالبات القانون بكلية البنات، تأتي ضمن الجهود والمساعي الدؤوبة التي تبذلها الجامعة في خدمة المجتمع، كما أنها تأتي ضمن سلسلة المؤتمرات واللقاءات والندوات وورش العمل العلمية الهادفة التي تنظمها الجامعة باستمرار بالتعاون مع جهات عديدة.. وطنية ودولية.
وأشار الدكتور اليماني إلى أن إقامة هذه المحاضرة- بشكل خاص- تأتي استمرارًا لمساعي الجامعة عمومًا، وقسم القانون ومنسوباته من أعضاء هيئة تدريس وطالبات خصوصًا لنشر الوعي الثقافي القانوني وتدعيمِ دور المرأة السعودية في المجتمع، بما في ذلك حقُّها في الحفاظ على كرامتها وحمايتها من كل أشكال العنف والابتزاز وفق مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي كرمت الإنسان ذكرًا كان أو أنثى وصانت حقه في العدل بغض النظر عن لونه أو جنسه.
وتابع قائلاً: والجامعة بتنظيمها هذه المحاضرة لسماحتكم تسهم في القيام بدورها ضمن منظومة الأدوار المتكاملة لمؤسسات وهيئات حكومتنا الرشيدة في مساندة المرأة السعودية حتى تقوم بدورها الفعال تجاه المجتمع ومشكلاته وقضاياه على أكمل وجه في ضوء شريعتنا الغراء التي هي دستور المملكة العربية السعودية.
كل ذلك انطلاقًا مما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من أهمية خاصة لكل ما يتعلق بالمرأة وتطوير قدراتها وإزالة المعوقات أمام مشاركتها في البناء الوطني في إطار ما تقضي به القيم والتعاليم الإسلامية؛ خاصة أن المرأة تمثل نصف المجتمع، ما يتطلب اهتمامًا خاصًا بأوضاعها وإيجادَ الحلول الملائمة لمشكلاتها للنهوض بها والاستفادة من جهودها الفعالة في التنمية الوطنية.
ثم ألقت الدكتورة آمنة شيخاوي رئيسة قسم القانون بكلية البنات كلمة كانت إيذاناً ببدء محاور الندوة.
وفصّل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في كلمته حقوق المرأة الشرعية، متناولاً أحوال المرأة في الجاهلية ومنتقلاً بها إلى رحاب الإسلام، معززاً بذلك الصورة الحقيقية لطبيعة حقوق المرأة، ومؤصلاً إياها وفق ما جاء في الكتاب والسنة.
وقدم سماحة المفتي في كلمته نصيحة للطالبات أجملها في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»، حاثاً طالبات القانون بأن يتمسكن بالأحكام الإسلامية في عملهن.
ورداً على مداخلة من طالبات القانون حول قصور الشريعة الإسلامية في احتواء قضايا المرأة القانونية، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ إن الشريعة الإسلامية أتت بقانون كامل ولكن القصور في التطبيق.
بعد ذلك تحدث آل الشيخ عن أحقية المرأة في الوظيفة وفي العمل وفي الإنتاج.
تلا ذلك ورقة عمل، قدّمت من قبل الدكتور عبد الرحمن المحرج، وكانت بعنوان «العنف ضد المرأة وتأثيره على العلاقات الأسرية»، تحدث فيها الدكتور عن بذور العنف ودور الفتاة في تلكم البذور، وتطرق إلى أسباب الابتزاز، منطلقاً من خلال ذلك لتوجيه مجموعة من النصائح الأبوية الهادفة لكل من الأسرة والفتاة على وجه الخصوص.
عقب ذلك، قدّم الدكتور سعد الوهيبي ورقته التي كانت بعنوان «العنف ضد المرأة من الناحية القانونية»، تحدث فيها عن أحوال المرأة القضائية وفقاً للأنظمة القانونية السعودية، مشيراً خلال حديثه إلى أن ما نسبته 35% من نزيلات السجون، قد انحصرت أسبابهن في جهل المرأة السعودية بأوضاعها القانونية المذكورة في القانون السعودي، ومعرجاً على أن سبب تدني أحوال المرأة- في حال حدث ذلك- إنما هو بسببها في المقام الأول؛ لأنها سمحت بحدوث ذلك. وقد حظيت ورقة الدكتور بالعديد من المداخلات.