|
المراقب لحركة الإنتاج الهوليودي خلال السنوات الأربع الأخيرة يجد أن هناك تكراراً أصبح تعيساً لدى النقاد ومعهم الكثير من الجماهير حول العالم حيال فقر الأفكار لدى الإستديوهات الكبرى في هوليود خصوصاً أننا نلاحظ أكثر الأفلام التي حققت عوائد قياسية في السنوات الأخيرة هي أصلية وليست من أجزاء سابقة أو مقتبسة من روايات أو إعادة لأفلام قديمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر أفلام «أفاتار» و»انسبشن» وغيرها من الابتكارات العظيمة والتي لقيت ترحيباً لدى النقاد والجمهور وحتى الأكاديميات والجوائز النقدية والنقابية.
ومع ذلك النجاح المذهل التي تحققه الكثير من الأفلام ذات الفكرة الأصلية نجد أن هناك إصراراً غريباً وعجيباً لدى أصحاب القرار داخل استديوهات هوليود الضخمة لإعادة تمويل وضخ مئات الملايين لإنتاج أجزاء جديدة لأفلام سبق أن حققت نجاجاً نقدية في الجزء الأول منها، وهذا الأمر انعكس سلبياً على عوائد الكثير من الأفلام التي فشلت في تحقيق نجاحات مادية مثل الأجزاء الأولى منها كالسلسلة الشهيرة هاري بوتر والتي عجزت جميع الأجزاء الستة التالية على كسر رقم الجزء الأول، الغريب أن النجاح الساحق لعدداً من الأفلام الأصلية والأصيلة لم يجعل المنتجين ورؤساء الاستديوهات يغيرون من سياستهم المتخبطة تجاه تحريك أموال الميزانيات ، فلا يمكن أن يعي أحد لماذا تم دعم أفلام مثل «الوجهة الأخيرة» و»المدينة والجنس» وهي سبق أن حقق فشلاً ذريعاً في السابق
ويتهرب المنتجون من تمويل أفلام أصيلة رائعة مثل «District 9» و «Slumdog Millionaire» والتي على الرغم من التجاهل لها حقق عوائد مادية جيدة في شباك التذاكر ما يجعل الكثير من الإعلاميين والنقاد وبعض السينمائيين المهتمين في الوسط الفني الأمريكي يطالبون بإعادة النظر في استراتيجية توزيع الموازنة في استديوهات هوليود الستة الكبرى، الكثير من الأفكار الجيدة يتم وأدها كل عام أو دعمها بميزانية منخفضة ما يجعلها عرضه للعرض المحدود والذي يقتل الفيلم تماماً لأنه لا يستطيع أن يصل للعام من خلال عروض محددة في بعض المدن داخل الولايات المتحدة والمحظوظ سيكون في لندن وباريس فقط .