الرياض - خاص بـ«الجزيرة»
حمل الأستاذ المشارك بقسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض الدكتور خالد بن إبراهيم الرومي العلماء والدعاة مسؤولية كبيرة تجاه نشر الدعوة الصحيحة في أوساط الناشئة والشباب، وحمايتهم من الوقوع في مخاطر الغلو والتطرف، والإفساد في الأرض.
وقال: إن بث الدعوة الصحيحة الحقة في صفوف الناس عموماً والشباب خصوصاً والتوجهات الدعوية على وجه أخص يجب أن يتصدى له العلماء ليؤدوا دورهم في الأخذ بزمام الأمور للتوجه الوجهة الصحيحة، ولا ريب أن المسلمين يتعرضون في كثير من البلدان لأنواع من الظلم والاستبداد والقهر ولربما أدى ذلك بالشباب الغيور المتحمس إلى أن يقع فيما لا تحمد عقباه من جوانب الغلو والإرهاب.. ولذا فجدير بأهل العلم الشرعي نشر الدعوة الصحيحة في محاضن الشباب ومنطلق حياتهم، في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة.
وطالب فضيلته كل من سلك مسلك الدعوة إلى الله تعالى ولا سيما ممن له أثر في توجيه هؤلاء الناشئة أن يتقي الله تعالى في دينه وفيهم..وألا يتصدر للتوجيه ولا سيما في قضايا المسلمين العامة والكبيرة إلا من كان مؤهلاً بعلمه، وأن يلتزم بحسن المحاورة والمجادلة لمن وقع في بعض هذه الأفكار فالعنف لا يورث إلا عنفا قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } وهو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالتلطف معهم والأخذ بأيديهم وكسب قلوبهم سبيل قويم لردهم للحق.
وقال د. خالد الرومي في حديثه لـ « للجزيرة « عن حال بعض الشباب المسلم وتأثرهم بالأفكار المنحرفة والمتطرفة: إن من أعظم المصائب وأشد الكوارث التي مُني بها المسلمون وشوهت صورة الإسلام لدى غير المسلمين ما وقع من فئات من المسلمين من الغلو والإرهاب وقد أدى ذلك الداء العضال إلى الضرر البالغ والنتائج المرعبة في مجتمعات المسلمين، ومست الضراء والبأساء المسلمين في الضرورات في دينهم ودمائهم وأموالهم فاستبيحت الدماء المحرمة واعتدي على الأموال، وكان لذلك الأثر الكبير على المسلمين في دينهم فجعلوا المسلمين شيعاً وأحزاباً، فدين الإسلام الحق بعيد كل البعد عما يسمى بالإرهاب أو الغلو فديننا دين الوسطية فلا غلو وجفاء ولا إفراط ولا تفريط، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}، وقال تعالى أيضاً {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} والوسط هو ما كان بين طرفين،
ورأى فضيلته أن لهذا الداء أسبابا كثيرة، أهمها وأخطرها الجهل بحقيقة الدين ومفهوم الشريعة فالجهل يسوق أصحابه للهلاك في الدين والدنيا وإنما يكون الجهل بسبب زوال العلماء وذهابهم حقيقة أو حكما أما حقيقة ففي قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} قال المفسرون: هو ذهاب العلماء، وفي الحديث: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً أتخذ الناس رؤوسا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
وأكد الدكتور خالد الرومي - في ختام حديثه - أن اختفاء أهل العلم عن الميادين والواقع لاسيما التي يؤمها أو يقصدها الشباب مؤذنُ بشر كبير وأمر خطير، فالعلماء مصابيح الدجى ومنارات الهدى فهم ورثة الأنبياء يدحض الله بهم الشبهات ويجلي الحقائق ويكبح بهم جماح الحماس المؤدي إلى التطرف والغلو ولذا فالدعوة إلى الله تعالى على بصيرة هي الدواء الناجح والعلاج النافع لكل عمل قال تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}.