|
لا شك أن نهضة الأدب السعودي المعاصر مع توحيد المملكة سنة 1351هـ وكان قبل هذا العهد قد أسست جريدة أم القرى 1343هـ ثم صحيفة (صوت الحجاز) سنة 1350هـ وهي (جريدة البلاد) اليوم وعند ذلك ينهض الأدب مع توحيد المملكة، وعندئذ ينتظم هذا العهد الزاهر حيث نلحظ أن أقاليم البلاد الحجاز ونجد وعسير وجازان والأحساء أصبحت هذه في المراكز الفكرية تحت مظلة الأدب السعودي المعاصر، ولا شك أن هذه المراكز الفكرية تضم أدباء ومفكرين بارزين، وليس المقام هنا بمواتِ للحديث عن أولئك الأعلام، ولكن الأديب الشاعر عبدالله بن خميس يعد واحداً من أدباء نجد الكبار في ظلال هذا الأدب السعودي؛ حيث انطلق مع عددٍ من الأدباء البارزين في بيئة نجد يعبرون عن أحداث العصر يتحدثون عن نهضة البلاد السعودية وعن ضيوفها، ويذكرون قضايا أمتهم مثل قضية فلسطين والجزائر والاعتداء الثلاثي على مصر، وهم يطربون عما يشهدونه في بلادهم فقد أخذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بأسباب النهضة الحديثة فأرسل البعثات إلى خارج المملكة مثل مصر وأسس مديرية التعليم في الحجاز سنة 1344 وأسس المعهد السعودي سنة 1346هـ إلى جانب ما ذُكر عن الصحافة، وكان ابن خميس -يرحمه الله تعالى- يشهد هذه النهضة فأسس جريدة الجزيرة وقام برحلات عديدة داخل المملكة، وأرّخ لبيئتها الجغرافية، وأسهم مع غيره من الأدباء السعوديين بمقالاته المعروفة، ولم تكن تلك المعارك الأدبية التي نشأت في ظلال الأدب السعودي خافية على الأدباء، ولا شك أن ابن خميس يعد واحداً من الأدباء السعوديين البارزين، ومن أدباء نجد المعروفين في العصر الحديث الذين مثلوا الأدب الحديث في نجد.
أ. د. عبدالله أبو داهش