عندما يقوم المسئول الأول عن قطاع حيوي مهم وحساس له علاقة وثيقة ومباشرة بحياة الناس بزيارة تفقدية لمنطقة رئيسية بحجم ومساحة ومكانة منطقة حائل كانت وما زالت تئن وتعاني من سوء ومحدودية خدماتها الصحية فمن المؤكد أن لهذه الزيارة بعدا خاصا وأهمية بالغة ومعان متعددة وقيمة مختلفة, وعندما يكون هذا الوزير بوزن وتاريخ وسيرة وشهرة معالي الدكتور عبد الله الربيعة فمن الطبيعي أن تتنامى في عيون وقلوب وعقول الجميع التطلعات وتزداد الآمال وتكبر الطموحات وقبل ذلك مسبوقة بالدعوات إلى العلي القدير أن تكون زيارة خير وعطاء وبداية جادة لتغيير حقيقي لواقع مرير وإنقاذا سريعا لأزمة مخيفة وعلاجا شافيا لأمراض عضال..
حائل التي أعيتها الآلام وطالت بأهلها سنوات الانتظار لا تطلب المستحيل يا معالي الوزير, ترى فيك الطبيب المداوي لأوجاع الكثيرين من أهلها ممن لا يملكون بطاقة تأمين صحي, ولا كارت واسطة لاستعجال موعد أو دخول مستشفى, ولا قيمة تذكرة سفر أو قليلا من تكاليف العلاج في القصيم أو الرياض أو جدة أو الأردن, وهي التي تمتد حدودها مئات الكيلو مترات وتتكون مما يقارب خمسمائة مدينة ومحافظة وقرية, وتنتشر فيها 1262 مدرسة بنين وبنات لا يوجد فيها غير مستشفيين الأول ينقصه الكثير وآمل أن ترى بأم عينك كم يعاني هو قبل معاناة الناس , والآخر قديم عتيق منتهي الصلاحية منذ سنوات ولا تنفع معه أية تحسينات واجتهادات من هنا أو هناك..
معالي الوزير, يكفي القول إن المعادلة الصحية في حائل تشير إلى أن المنطقة تكثر سكانا وتكبر بناء وتتسع نموا وتتطور في مجالات أخرى لا يمكن تجاهلها لكنها بالنسبة للخدمات الصحية تتراجع ولا تستطيع أن تستوعب أو تواكب ما يجري حولها, لذلك دائما ما أشفق على كل من يريد أن يعمل ويبذل ويخدم في قطاع حائل الصحي, لأنه ببساطة سيقف عاجزا حائرا مكتوف الأيدي لا يدري ماذا يصنع أمام كوادر قليلة وأجهزة معطلة وأخرى قديمة وثالثة لا وجود لها..
يا معالي الوزير اجعلها زيارة تاريخية (مفصلية) لمنطقة أجزم أنها غالية عليك, ونثق بعون الله ثم بقيادة وكرم ورعاية واهتمام المليك بأنك ستحقق من خلالها آمال وأحلام وتطلعات حان موعدها..
abajlan@hotmail.com