الجزيرة - الرياض
تناولت ندوة متخصصة تنوع التراث العمراني في المملكة، وأهم المواقع التراثية بها، وذلك ضمن برنامج نظمه هيئة السياحة والآثار على هامش معرض روائع آثار المملكة عبر العصور، الذي انطلقت فعالياته في متحف الارميتاج بمدينة سانت بطرسبيرغ في روسيا الاتحادية الاثنين الماضي. وألقى الدكتور مشاري النعيم المستشار بالهيئة محاضرة بعنوان «التراث العمراني في المملكة»، تحدث خلالها عن تنوع التراث العمراني في المملكة، وأهم المواقع التراثية، والجهود المبذولة للحفاظ على التراث العمراني وتطويره. وتناول النعيم في محاضرته ما أسماه «عبقرية المكان» الذي أنتج التنوع الثقافي العمراني الكبير الذي تتميز به المملكة, وقال: رغم أن البعض يعتقد أن هذه الأرض قاحلة ولم تنجب حضارات إلا أن هذا المعرض يؤكد أن الجزيرة العربية هي مهد الحضارة, فالتراث العمراني وما نشاهده الآن من قرى تراثية في المملكة وأنسجة سكنية في أواسط المدن التاريخية هو امتداد لتلك الحضارات الغابرة, ولابد من أن هذه الأشكال المعمارية التراثية قد رسمت وجودها من تلك الأشكال التاريخية القديمة. وأضاف: لو حاولنا أن نرسم مساراً زمانياً مكانياً لأي شكل من الأشكال المعمارية سنجد أن هناك تحولات تحدث للشكل عبر الزمن وعبر انتقاله من مكان لآخر، فهو يتأثر ويؤثر ويصنع محيطاً بصرياً وتراثياً وثقافياً جديداً.
وأشار النعيم إلى أن هيئة السياحة والآثار تعي أهمية التراث العمراني الذي يحتوي بداخله ثقافة مادية وغير مادية، وعملت على المحافظة على هذا التراث وتمكينه من المشاركة في حياتنا المعاصرة, وإعادة إحياء الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى المواقع التراثية، وقد تمكنت الهيئة من تحقيق الكثير في هذا المجال.