الزغاريد وأصوات الفرح والإعجاب التي أطلقتها حناجر الطالبات وعضوات هيئة التدريس مساء الأحد الماضي عندما أعلن الملك عبدا لله حفظه الله افتتاح مدينة وجامعة الأميرة نورة بالرياض هي زغاريد وأعراس فرح بناتنا وزميلاتنا وأمهاتنا في باكورة ولادة أول ثلاث مدن جامعة نسائية في مدينة الرياض:المدينة الجامعية لجامعة نورة بنت عبدالرحمن، و مدينة الملك عبدالله للبنات بجامعة الإمام, ومدينة البنات بجامعة الملك سعود. أي بناء (3) مدن جامعة في مدينة الرياض تستوعب الواحدة منها أكثر من (50) ألف طالبة وعضوات هيئة التدريس...فقد كان فيما مضى الطريق إلى مطار الملك خالد فضاء من هضاب وأخاديد شعاب ونتوءات وتجاويف وكثبان رمال يتيمة وشجيرات عارية في أرض (كلسية) وسبخية وشتلات خزامى ورمث وشيئا من السدر والطلح والسمر، كانت ضفة طريق المطار الغربية قبل سنتين أرضا عطشى (نستف) غبارها وتهب علينا ذارياتها (الغبرة) من هضاب نجد اليابسة في مواسم الخريف وولادة الفصول، والآن بعد السنتين كأنما أرض المطار أكملت زخرفها بمدينة جامعية جاءت من أزمنة العمارة الإسلامية المخضبة بالطراز الحديث وهندسة الأنماط الأوروبية، جاءت من ماض العمارة الإسلامية التي ترتكز على الأعمدة والتيجان والأقبية والعقود الحجرية والاسمنتية والقباب لتمزج عمارة غرب أسيا بجماليات غرب الأبيض المتوسط...أراد الملك عبدا لله أن يكسر الأطر النمطية في العمارة والتخطيط الجامعي والمباني الأكاديمية ليوجد لنا ثقافتين علمية وعمرانية في مدينة جامعية واحدة هما:تجمع أكاديمي نسائي نفاخر به في المحافل الأكاديمية العالمية، ومجمع معماري مميز في أجمل وحداته العمرانية ليصبح واجهة الرياض العاصمة والمدينة الصحراوية التي تطوقها أبرز ظاهرتين جغرافيتين جغرافية الرمل قوس النفود لبحر من رمال الدهناء شرقا. وجغرافية الحافات تعرجات حافات جبال طويق الصخرية غربا... أراد الملك عبدالله لطالبات هذه البلاد العظيمة بنسائها وشعبها وقيادتها أن تكون هذه المدينة الجامعية جامعة نورة إرهاص وبواكير المشاريع العملاقة التي تقودها المرأة: الطالبة والأستاذة الجامعية والأم تدير شؤونها أكاديميا وإداريا وفنيا ليستمر عقد الاستثمار الأوسع في الإنسان والأرض المعطاة يطوق حياتنا بالنجاح، لتتوالى بعد ذلك: مدينة الملك عبدالله للبنات في جامعة الإمام، والمدينة الجامعية للبنات في جامعة الملك سعود، والمدن الجامعة في المناطق والمحافظات التي يجري العمل على استكمالها في جميع مناطق المملكة...
د. إبراهيم العساف وزير المالية المشرف على المشروع لم يقف على حدود التعاملات الإدارية والحسابات ولغة الأرقام والبنوك بل تحرر من الطاولة والأوراق ليعيد تشكيل طبوغرافية أرض المطار عندما عاش توائمه مع بناء مدينة الأميرة نورة ورافق معمارها(طوبة طوبة) ورواقا رواقا ليكتمل البناء في أضخم إنجاز معماري أكاديمي شهدته المملكة خلال السنوات الأخيرة. وهذا دافع ومحرض ومحفز للوزراء الآخرين للإصرار والتصميم على إنجاز المشروعات والاحتفال بإنجازها على أرض الواقع وليس الاكتفاء بحفلات توقيع العقود ووضع حجر التأسيس.