|
الجزيرة - الرياض :
قال الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إن الإحصاءات المرصودة عن واقع البطالة والفقر في المنطقة مخيفة، وتنبئ بخطر عظيم، وتفكيك هذه الأرقام وتحليل مضامينها يضعنا أمام معضلة لا مفر من مواجهتها بطرق عملية وآليات محددة.
وشدّد سموه خلال مداخلة بعنوان «حفز الاستثمارات لمواجهة البطالة وتخفيف حدة الفقر»، في اجتماع المائدة المستديرة لمنظمة العمل العربية بالقاهرة أمس، على أن» قضايا التنمية العربية متداخلة إلى حد التعقيد؛ لذلك المطلوب هو العمل المؤسسي والعلمي؛ لأنه أقصر الطرق للدخول في وعي الفئات المستهدفة بالتنمية، ولوضع الحلول بالنظر نحو أفق بعيد».
وطرح الأمير طلال أمام الخبراء التنمويين المشاركين في أعمال الدورة الـ38 لمؤتمر العمل العربي تجربة (أجفند) في التعامل مع قضيتي الفقر والبطالة.
وفي إشارة إلى ما وصفه بـ»المفهوم العالمي الجديد للاستثمار» تحدث الأمير طلال عن مشروع بنوك الفقراء، الذي يتبناه أجفند. لافتاً إلى النجاح الذي تحقق في البنوك الأربعة القائمة الآن في كل من الأردن، واليمن، ومصر، والبحرين. ودعا الأمير طلال إلى «تضامن عربي فاعل للتوجه المؤسسي نحو الإقراض متناهي الصغر، وإفساح المجال لاستثمارات الفقراء». مؤكداً انتشار ثقافة الإقراض الصغير ومتناهي الصغر؛ حيث إن عدد المستفيدين من القروض بلغ نحو مليون مواطن فقير، أي 200 ألف أسرة في الوطن العربي.
وقال الأمير طلال إن من نماذج النجاح في بنوك الفقراء «مشروعات صغيرة جداً نمت بجهد نسائي وبقروض بنك الفقراء، وأرامل تحدَّيْن الظروف، وأقبلن على الحياة، ونجحن، وشباب غيروا مسار حياتهم». وأوضح أن بنوك الفقراء نفسها تستقطب التقدير العالمي، وتُقدِّم نماذج النجاح. مشيراً إلى فوز بنك الفقراء في اليمن (بنك الأمل للإقراض الصغير)، أحد أهم بنوك أجفند لمكافحة الفقر، بالمركز الأول في مسابقة عالمية حول التمويل الأصغر.
وأعرب رئيس (أجفند) عن اعتقاده أن الاستثمارات الصغيرة تكون أكثر جدوى إذا اقترنت مع «المبادرات الاجتماعية» التي تؤسس لتغييرات حقيقية في واقع الفقراء.