Tuesday  17/05/2011/2011 Issue 14110

الثلاثاء 14 جمادىالآخرة 1432  العدد  14110

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

هل نحن نزكي أموالنا؟؟
بدر بن محمد الراجحي

رجوع

 

إن المتأمل للاستثمارات المالية في سوقنا الاستثماري يجد أموالاً طائلةً بحمد الله وفضله ولكنك تفاجأ عندما تحصر حجم الأموال المصروفة على الزكاة من خلال إحصائية مصلحة الزكاة والدخل وكذلك إجمالي المبالغ الواردة للجمعيات الخيرية على مختلف أنواعها! نعم إنها مسألةٌ تحتاج حقاً إلى وقفة تأمل.. وقفة تصعيد وتصحيح، إذ فليس من المنطق أن نقف متفرجين أمام هذا الأمر الخطير كون الزكاة ركناً من أركان الإسلام فيجهل بعضنا ويتجاهل البعض الآخر والسؤال المهم في هذا السياق إلى متى نستمر هكذا؟ إذ ليس من المعقول أن الذي لديه شركة أو مؤسسة هو فقط من تطبق عليه الزكاة، بل إن الزكاة واجبةٌ على كل من بلغ النصاب في الأموال الزكوية.

لقد سبب ضعف الوازع الديني وقلة العلم بالواجبات الشرعية واستمراء التحايل على تطبيق الأحكام أزمة تطبيقٍ لشعيرة الزكاة التي هي الركن الثالث من أركان الإسلام والتي حارب عليها أبو بكر الصديق المرتدين الذين منعوا الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبر منعها ردةً مخرجةً من الدين، بل وقد أجمع علماء السلف على أن من تركها جاحداً لها فقد كفر ومن تركها متهاوناً بها فإنما وقع في طائلة الكبائر التي تعود على صاحبها بالخزي في الدنيا والآخرة وتمحق بركة رزقه.

لقد دأبت مصلحة الزكاة والدخل في السنوات الأخيرة على سلسةٍ من التطويرات والتنظيمات التي يستحقون الشكر عليها والمأمول بإذن الله منهم كبير. ولكن مع هذه الوفرة المادية في بلادنا المباركة وآلاف المليارات بأسواقنا وبأرصدة البنوك فليس من المنطق أن أموال مصلحة الزكاة لا تكفي لسد مخصصات المسجلين بنظام وزارة الشئون الاجتماعية !! إنها معلومة تحتاج إلى وقفة تأمل...

إننا في حاجة ماسة إلى الإسراع في إيجاد تنظيم جديد يجعلنا نجلب الزكاة بطريقة مبتكرة ووقتها بإذن الله لن نجد فقيراً ببلادنا.

لقد سمعت قصة مؤلمة تحكي واقعاً نعيشه وهي أن رجلا مسنًا لزم مسجده في أواخر عمره حتى أتاه الموت فأسرَّ لأبنائه أنه منذ أكثر من خمس سنوات لم يزكِي ماله وطلب منهم إخراج الزكاة، وهو من أصحاب الثروات الطائلة!! فقد جعله التسويف يتهاون بركن من أركان الإسلام!!

لقد اطلعت على كثير من الأنشطة الخيرية في كافة مناطق المملكة ووجدت أن ما يصل لتلك الجهات مبالغ لاتذكر بالمقارنة بحجم استثماراتنا، فقد أدى الجهل في أحكام الزكاة وتسويفها والتهاون بها إلى ظهور ظاهرة الفقر وشح الموارد للجمعيات الخيرية ما كان له الأثر الفاعل في كثرة الفقراء.

وإن من الخطأ الفادح أن يزين الشيطان الشبه بعين الموسر فيتعلق بأي حجةٍ واهية لكي يتهرب من دفع الزكاة، وأذكر أنني ناقشت أحدهم فأجابني أنه مديون وعندما حاورته اتضح أن مديونيته تمثل نسبة يسيرة من ثروته والدين من بنك وسبب الدين لزيادة استثماراته! وآخر يقول إنه ليس لديه مبالغ تسوى معه وأردف متعجباً يقول:(كم ألف عليها زكاة!!) وإحدى القريبات تقول أصحاب الملايين هم الذين تقع عليهم الزكاة أما نحن وش عندنا، وقد يكون عندها من المال ما يحول الحول عليه دون تزكيتها له.

لنتكاتف جميعا من أجل إقامة هذا الركن من أركان الإسلام ولنحمل هم فقرائنا كل بموقعه ولنبدأ بزيادة زرع ثقافة الزكاة في تربية التعليم والإعلام ولنسرع في تطبيق نظام يكفل التأكد من إخراج الزكاة لجميع الأفراد خصوصاً أصحاب الثروات، وقتها وبإذن الله سيجد كل فقير سد حاجته وستنعم البلاد بالخير العظيم.

www.badralrajhi.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة