Tuesday  17/05/2011/2011 Issue 14110

الثلاثاء 14 جمادىالآخرة 1432  العدد  14110

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، أمة خير وفضل وإحسان، يسري الخير في دماء رجالها ونسائها طواعية، وما ذلك إلا استجابة لنداء الرسول الكريم، الحاث دوماً على إغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وقضاء حاجة المحتاج.

تمر بناء مواقف مشرفة لآباء هذا الوطن من كافة طبقاتهم فنرفع أكف الضراعة لله العلي

القدير بأن يجزيهم خير الجزاء، ونحن لا تربطنا علاقة ولا معرفة بأي طرف، ولكن الإنسان يجب عليه أن يستشعر مثل هذه المواقف الإنسانية النبيلة وأن يقوم بأقل ما يمكن أن يكون وهو الدعاء لهؤلاء النبلاء الفضلاء الكرماء، فما أجمل أن يكون الإنسان ذا شعور مرهف تجاه إخوانه قربوا أم بعدوا.

منذ أيام قام أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بجولة تفقدية في منطقته، وكان أن تقدمت طفلة في سن الزهور بلباسها الأخضر الجميل، تقدمت بكل هدوء وكأنها نسمة خير هبت في اتجاه الأمير وكانت كذلك بالفعل، لم تقل قصيدة ولم تقل ثناء ولم تقل مشاركة وطنية تجعل من الأمير يعجب بها ويضمها وتغرورق عيناه دمعاً، وإنما قالت أريد أبي.. مشتاقة إلى أبي، نعم مشتاقة إلى أبيها القابع في السجن بسبب ديون تراكمت عليه وعجز عن سدادها.

يااااه ما أعظمه من مطلب وما أنفسه، طفلة تريد ضمة والدها، تريد لمسته، تريد حضنه الدافئ، فكان حضن الأمير الشهم دوماً فهد بن سلطان القادم من صلب ذاك الرجل الكبير، سلطان الخير.. سلطان بن عبدالعزيز الأقرب، فضمها وأشعرها بدفء الأبوة والحنان وحقق لها على الفور طلبها، بتكفله بجميع ديون والدها، ليعود لهذه الزهرة البريئة يسقيها حنان الأبوة ويغذيها الغذاء الروحي الذي لا يمكن لكائن من كان أن يكون قادراً على ذلك إلا الأب، فكانت بالفعل نسمة خير هبت على الأمير بفكه أسر والدها، وما أعظم أجر هذا العمل عند الله سبحانه وتعالى.

فهد بن سلطان، بهذا الموقف غير المستغرب عليه فهو المعروف بمثل هذه المواقف التي تنبئ عن شهامة وشعور بالمسؤولية تجاه كل أبناء الوطن، أدمع عيوناً بعيدة وأفرح قلوباً عظمة هذا الموقف، فلهجت ألسنتها بالدعاء للأمير الذي أعاد البسمة لثغر هذه الطفلة المكلومة.

إنني وأنا اكتب هذه المقالة التي أبعثها كرسالة شكر وتقدير لهذا الأمير النبيل، اتذكر مواقف جميلة لرجال هذا الوطن في كثير من المواقف، فأزهو فرحاً بأن أرض وطني ما زالت كما كانت أرضاً خصبة لكل عمل خير ولكل فعل معروف ولكل بر وإحسان.

ما أجمل أن يكون شعار الإنسان دوماً الخير وفعله، وما أجمل أن يكون فعل الخير والإحسان نابعاً من قلب مؤمن بأن فعل الخير والإحسان إلى الناس إنما هو من شكر المتفضل المنعم سبحانه وتعالى، الذي أمر في أكثر من موضع من كتابه العزيز بالإنفاق، ووعد المنفقين بالبركة والستر في الدنيا والآخرة.

ضمة أمير ودمعة طفلة أنشودة سيرددها كل طفل فرح بفرح روان بعودة والدها، وعودة أملها وانقضاء ألمها.تحية إكبار وإجلال لك أيها الأمير من كل أب وكل أم وكل طفل، دمت أميراً للخير وسيداً للجود.

almajd858@hotmail.com
 

حديث المحبة
دمعة روان.. وشهامة فهد
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة