Tuesday  17/05/2011/2011 Issue 14110

الثلاثاء 14 جمادىالآخرة 1432  العدد  14110

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

جاءتني لحظة كتابة هذا المقال رسالة «sms» نصها «(يقال: على بعد 4 كيلو من مطار طوكيو لوحة كتب عليها: فكر لتبدع!، وعلى بعد 4 كيلو من مطار الرياض لوحة كتب عليها: رز أبو كاس.. اشتقنا لك!) قلت حينها.. هذا في نظر من يبالغون في جلد الذات، أولئك الذين كانوا وما زالوا وسيظلون يرددون ما تعودنا سماعه عن أنفسنا منذ زمن، فنحن عاجزون، ضعفاء، أغبياء، مستهلكون، همنا الأكل والنساء، لا دور لنا في صناعة التأريخ، ولا يمكن أن نكون في يوم ما رقماً مهماً في الخارطة العالمية الفاعلة والمؤثرة سياسياً واقتصادياً وثقافياً بل حتى إنسانياً ودينياً!!، وهذا في ظني نوع من سياسية الإغراق المقيتة التي تكبلنا وتأسرنا سواء أكان قولنا هذا عن ذواتنا ومجتمعاتنا بعلم منا أو صدىً لصوت قادم من بعيد، والنهج الاستهجاني الواسع هذا ليس جديداً في قاموسنا العربي، والغريب أن هذه النظرة ليست حكراً على الغربيين بل هي موجودة حتى في المأثورات التركية إبان الدولة العثمانية إذ إن من أقوالهم المحفوظة «لا تستطيع أن تجعل من العربي قائداً مثلما أنك لا يمكن أن تصنع من الخشب ملقاطاً». هذه النظرة السوداوية متجذرة ومنغرسة في عقلية البعض منا وللأسف الشديد وفي المقابل هناك أولئك الذين ينظرون لواقعنا السعودي بعين المتفحص المتأمل المتفائل الراصد لرتم التغيير وإيقاع التطوير والبناء في بلادنا شرقها وشمالها غربها وجنوبها ووسطها، ومن نافلة القول هنا أن لهؤلاء المتفائلون رؤيتهم المخالفة، وعندهم قولاً غير ما سبق، وأكبر دليل في نظرهم وأقوى برهان يمكن أن تضعه نصب عيني القادم من خارج الوطن إلى الرياض هو هذا الصرح العلمي الشامخ الذي لا يبعد عن صالات الركاب أكثر من خمسة عشر كيلو تقريباً، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر العام الماضي أنني حضرت دورة تدريبية لمدرب عالمي قدم للتو إلى العاصمة الرياض ومن ثم للمنطقة الشرقية، قال في مطلع حديثه: «قبل سنة كنت هنا واليوم أعود مجدداً للمملكة ومع أنني في كل مرة أخرج بانطباع جديد إلا أن انطباعي في هذه الزيارة القصيرة بدأ منذ اللحظة الأولى، ولعلكم رأيتم وترون ما شاهدت بالأمس وأنا في طريقي للرياض إذ على اليمين رافعات وحركة تعمير بشكل يلفت الانتباه، أيقنت حين شاهدت هذه الصورة الرائعة أنكم في هذه البلاد «متى ما وجدت الإرادة فإنكم قادرون على فعل كل شيء حتى وإن كان مستحيلاً في نظر غيركم»!!.

كان هذا مدخله التشويقي والتحفيزي لدورته التدريبية عن «تنمية القيادة»، وهو فيما ذكر محق، والدليل العمر الزمني الذي شيدت بها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن رحمها الله.

إنني أبارك لوطننا هذا الصرح العلمي الهام الذي لم يتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم وجود إرادة ملك لا تعرف للتحدي حدوداً وليس لديها أمام الإبداع والتطوير والبناء قيود، فكلمة مستحيل لا وجود لها بعد عون الله وتوفيقه في قاموس عبدالله بن عبدالعزيز، ولا ننسى جنود الوطن المعطاء أصحاب المعالي الوزراء الذين تابعوا ونافحوا ودعموا فكان يوم الأحد الماضي 12- 6 - 1432هـ يوماً من أيام التأريخ المجيد في بلاد الخير والبركة والنماء، ولعل من بين الرسائل المهمة الأخرى التي سيقرؤها القادم إلى الرياض من أي بلد كان المنزلة العظمى للمرأة في الإسلام «الدين الرسمي لهذه البلاد»، والتقدير الكبير للأم والأخت والعمة والخالة في ذهنية القيادة والشعب السعودي، وكذا خصوصية المرأة، كما سيدرك هذا الزائر -وإن لم نقل له شيئاً- أن اعتزازنا بشريعتنا واحترامنا لقيمنا والالتزام بمبادئنا لا يتنافى في نظرنا لا من قريب أو بعيد مع ما تتمتع به نساؤنا من رفعة في العلم وتشرف بخدمة الوطن ومشاركة في صنع إنسان هذا الزمن والقادم من الأيام.

أنك عندما تصل الرياض وتقابلك على جنبات الطريق اللوحات التعريفية بالجامعات سواء الخاصة منها والعامة تسر وتشعر أنك في زمن وعهد العلم الذي هو طريقنا للنهوض وسبيلنا لامتلاك مفاتيح أبواب الفاعلية العالمية وصولاً إلى العزة المنشودة وبلوغاً للقمة المأمولة ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
مشروع جامعة الأميرة نورة «الرسالة والرؤية»
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة