سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله
صفحة عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته آمل نشر هذا التعقيب مع جزيل الشكر..
فتعقيباً على ما ورد في زاوية يبن الكلمات للكاتب عبد العزيز السماري في العدد 14081 والذي خص جزء منه عن الدعوة السلفية والمسلسل السعودي طاش ما طاش حيث ورد (من خصائص الدعوة السلفية تصحيح منهج العبادة ومحاربة عبادة الأشجار والقبور، لكن من آثار سوء تطبيقاتها قتل الإبداع ومحاربة الفنون وخصوصاً المسرح والسينما ومحاربة حرية التعبير).
إننا إذا قلنا إن قتل الإبداع ومحاربة الفنون عامة من سوء تطبيقات الدعوة السلفية فهو إجحاف فإذا انتسب متشدد إلى الدعوة أقصينا الدعوة السلفية وحملناها أعباء ليست بحاملتها.
إن الدعوة السلفية الصحيحة الواسطة في النظرة والحجة والقائمة على التشريع الإسلامي الصحيح لا تحتاج إلى أن تقاتل الإبداع والفن والمسرح لسبب بسيط أن الدعوة السلفية مبدعة في رد الشبهات والذب عن عقيدة الصحيح للمجتمع ومناصرة الفضيلة والجميع يعلم ذلك وفق ما تتبناه القيادة الرشيدة للبلاد من سير على منهج كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فكيف تقاتل الإبداع وهي تبدع في هذا كله، أما المسرح والسينما فإذا فوضنا أفكاراً وتوجهات لا تخدم الواقع وسرحناها في بيئة فنية وألبسناها وشاح التثقيف فنحن نغرر في الواقع الثقافي والفني وليس من العدل أن يوافق على كل تجربة فنحن لا نعلم من أين تفتح منابع الشرور وكيف تصد أبوابها.
ورد في المقال (ولعل ما واجهه أبطال مسلسل طاش ما طاش الكوميدي دليل على ضيق أفقهم تجاه الفن التعبيري، ولولا دعم ومساندة وزارة الإعلام والثقافة للمسلسل لانتهى مبكراً) لاشك أن المسلسل المحلي طاش هو أكثر عمل خدم الواقع السعودي ولامس بشفافية مكونه الخدمي بالرغم من ضآلة الامكانات في بداية العمل وقد يستمر المسلسل كنافذة للتعبير بأسلوب الكوميديا التعبيرية عن ثقافة المجتمع وإن اختلف راعيه، ولأن العمل أصبح أحد مكونات الدراما السعودية فقد حمل مسؤولية نقد أمور وقضايا ومسائل لا تخضع في تجويزها ومعالجتها لتركيبة النص الدرامي أو السيناريو فقط وفق رؤية كاتب واحد أو شخصية واحدة مما حمل العمل وقتها مسؤولية محاولة تغيير مفاهيم وتصحيح أفكار مجتمع كامل من خلال رؤية أحادية شخصنة القضايا وعالجتها دون أخذ رأي فقهي أو شرعي.
إن الأعمال الفنية التي تهدف لتقديم الفن الرفيع والراقي، وإخراج الناس من ضيق الأفق إلى مساحات أرحب من الحوار ونبذ الاقصاء وتفعيل المشاركة الوطنية لكافة الفئات والأطياف بما يخدم الصالح العام هو من مهام الدراما السعودية متى ما التزمت بأخلاق وعادات ومسلمات هذا المجتمع المتفرد بخاصية الدين والمقدسات والنسيج المجتمعي المتماسك.
محمد بن سعود الزويد
- الرياض