براغ - موفد الجزيرة - فهد الشويعر
انعقدت أمس الأحد الندوة السادسة بعنوان: «جهود خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات» وذلك ضمن البرنامج العلمي لمعرض براغ الدولي للكتاب والذي تشارك فيه المملكة كضيف شرف، أدار الجلسة الدكتور حمود الخميس وحاضر فيها الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والدكتور لوبوس كروباسك أستاذ تاريخ وثقافة الشعوب «الشرق الأوسط وإفريقيا» في جامعة تشارلز.
ومن خلال ورقة عنوانها: «جهود خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات» قال الدكتور عبدالمحسن السميح إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- له جهود كبيرة في هذا المجال في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وحصرها في محاضرة واحدة يصعب إن لم يكن يستحيل، ولذا تركز هدف هذه الورقة على تسليط الضوء على تلك الجهود إحقاقا للحق وبيانا للواقع وتأكيدا للحاجة الماسة لنشر هذه الثقافة على كل الأصعدة.
فنشر ثقافة الحوار أكبر رد عملي على ما يسمى بصراع الحضارات؛ ذلك الاتجاه الذي أخذ صدى واسعا بين مؤيد ومعارض، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين في الحوار بين أتباع الأديان والحضارات أكبر رد على بطلان هذا الاتجاه العنصري القاصر. ومبادرة الحوار التي من أهم منطلقاتها بث روح التعايش المشترك ونشر السلام، وغير ذلك، فالحاجة إلى نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات المتنوعة تتأكد إذا عرف أنها ضعيفة أو تكاد تكون معدومة بين الأفراد والمجتمعات على اختلافها وتنوعها، وتبرز الحاجة عند ذلك إلى التحاور والتفاهم وحل المشكلات والاختلافات ورفع التناقضات.
والمبادرة الكريمة جاءت متناغمة مع ثقافة الحوار في الحضارة الإسلامية التي أكدت على الحوار منذ البدايات الإسلامية والشواهد على ذلك كثيرة، وضرب الأستاذ الدكتور السميح بعض الأمثلة على صدق تواجد تلك الثقافة.
وتتضح جهود خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات على المستوى المحلي في تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وتأسيس مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهناك العديد من البرامج والمشاريع المحلية الداعمة لنشر ثقافة الحوار على المستوى المحلي كبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي وصل عدد الطلبة المبتعثين به إلى أكثر من مائة وعشرين ألف مبتعث ومبتعثة، أما على المستوى العربي فجهود خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار تتجلى في مبادرات عديدة ومواقف عدة شملت عدة مستويات إقليمية في الخليج العربي ومستويات أخرى عربية وإسلامية، ثم هناك جهود كبيرة على المستوى الدولي أو العالمي تتضح بداية من مؤتمر الحوار الإسلامي بمكة المكرمة ثم مؤتمر الحوار العالمي في مدريد ثم الاجتماع العالمي بهيئة الأمم المتحدة في نيويورك وتبني الأمم المتحدة مبادرة خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، وتأسيس مركز الملك عبد الله العالمي للحوار في مدينة فينا بالنمسا. وأكد أ.د. السميح في محاضرته أن الحوار يكون في القيم والقواسم المشتركة بين الأمم التي يتوجب التركيز عليها ونشرها وتكاتف الجهود لتحقيقها من مختلف المستويات.
وأضاف إن جهود خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار تميزت بالتمرحل، من المحلية إلى العالمية أو الدولية مرورا بالإقليمية والعربية، كما أن جهود المليك رعاه الله تأتي متمشية مع سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية من فترة طويلة جدا؛ فالانفتاح على الآخر وإقامة الصلات الوثيقة مع الجميع أفرادا ومجتمعات ديدن السياسة الخارجية السعودية، فالحرص على قضايا السلام والأمن والاستقرار من ثوابت تلك السياسة الحكيمة. فالجهود تنطلق من قواعد وأسس السياسة الخارجية للمملكة المتمثلة في التأكيد على تكوين أفضل أنواع العلاقات الثنائية والجماعية.