|
سألني أحد الأصدقاء عن معايير نجاح أي نشاط ما (مؤتمر أو ملتقى أو ندوة أو مهرجان) ودون أن أتيح لنفسي فرصة التفكير ملياً، عاجلته بالقول إن هناك عدة مقومات تبدأ بالرؤيا للأهداف، وصولاً للنتائج على أرض الواقع، ومروراً بنوعية الرعاية والحضور، وطبيعة الفعاليات التي يشهدها النشاط.
كان ذلك الحوار على هامش اللقاء التشاوري الرابع للجمعيات الخيرية والجهات المعنية بخدمات المعوقين الذي استضافته جمعية الأطفال المعوقين بمركزها بجدة، ونظمه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعية، وتواصل على مدى يومين.
تساؤل الصديق دفعني لتقييم ذلك اللقاء الذي حظي برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والعديد من أصحاب السمو والمعالي ورجالات الدولة والعمل الخيري والاجتماعي، وعدت لأفتش في أوراق الملتقى، فوجدت هدفاً سامياً يتمثل في التنسيق وتكامل الجهود بين أكثر من خمسة وأربعين مؤسسة خيرية وجهة معنية برعاية المعوقين داخل المملكة، وللمرة الرابعة على التوالي تحت مظلة مجلس تنسيقي يتبوأ مقعد الرئاسة والمسؤولية فيه رجل منح عمره للقضية، وعرف عنه اقتران اسمه بالنجاح أينما حل، هو الأمير سلطان بن سلمان، الأمر الذي يعني أننا أمام خطوة حيوية تجسد تنامي دور القطاع الخيري، وإيمان الدولة بأهميته وبضرورة التكامل معه لاستكمال منظــــومة الخدمات وبــــرامــج الرعاية.
ووجدت أيضاً أنه على صعيد النتائج، استبق الأمير خالد الفيصل مخرجات هذا الملتقى بالإعلان عن منطقة مكة المكرمة كمنطقة صديقة للمعوقين، ما يعني توجيهًا مباشرًا وصريحًا لكافة الهيئات والأجهزة الحكومية بالالتزام بتطبيق نهج الوصول الشامل في المنطقة تيسيراً للمعوقين في كافة المرافق العامة والمنشآت، ناهيك عن توصيات الملتقى ذات العلاقة بإقرار وتوفير بعض برامج الرعاية والتسهيلات المكانية والزمانية والخدمية، والتواصل مع الجهات المعنية لتجاوز الصعاب التي تواجه مؤسسات العمل الخيري وفئة ذوي القدرات الخاصة كما يلقبهم ســـمو الأمير سلطان بن سلمان.
أما على صعيد الفعاليات، فقد وجدت حواراً علمياً متخصصاً تبارى فيه نخبة من أبناء وبنات الوطن أصحاب الكفاءة والخبرات ليقدموا فيضاً من علمهم ومبادراتهم الخيرية والبحثية بكل الصدق والشفافية والحرص على صياغة واقع جديد لأبناء فئة ذوي القدرات الخاصة.
تحية تقدير وعرفان للقائمين على ذلك الملتقى والمشاركين فيه ولأصحاب الجهود التطوعية الذين يؤكدون دوماً أنهم نموذج في الانتماء والولاء لعقيدة سمحاء ولوطن كريم يدرك قيمة التكافل والتراحم.