كتبت في مقالة سابقة عن التوعية داخل الدوائر الحكومية من خلال المحاضرات التي يشارك فيها الجميع سواء الموظفين داخل الإدارات أو المراجعين لها. أما هذه المقالة فهي تتعلق بالتوعية داخل الدوائر الحكومية من خلال إيجاد دولاب أو طاولة في الأماكن المخصصة للمراجعين تتضمن بعض الكتيبات والنشرات التي تتعلق مادتها بمشاكل الناس من طلاق وخلافات مالية وعائلية بالإضافة إلى الأمور التوعوية والدينية وحالات التطرف وعقوق الوالدين والمخدرات والتبصير بأضرارها وغيرها من الأمور الأخرى المرتبطة بحياة الناس وقد سرني خبر سمعته من إذاعة الرياض عبر برنامج صباح الخير أن أحد القضاة بالمحكمة الكبرى بالرياض أوجد في مكتب استقبال المراجعين التابع لمكتبه مكتبة صغيرة تحتوي مجموعة من الكتيبات التوعوية التي تلامس القضايا التي يبت فيها في متناول المراجعين له في بعض القضايا ومن بينها الطلاق حيث كان أحد المراجعين ينتظر دوره لعرض قضيته على القاضي حسب الموعد المحدد له منه وعندما دخل على القاضي أخبره بأنه تراجع عن اتخاذ القرار بتطليق زوجته نتيجة للكتيب الذي قرأه عن الطلاق وما يترتب عليه من أضرار وما يحدثه من تشتت للأسرة وشكر للقاضي صنيعه على هذا الأسلوب الحضاري الذي أتى من خلال قناعة وبدون ضغوط من القاضي.
أخي القارئ الكريم يتضح لك أن التوعية تلعب دوراً مهماً في حياة الناس وبطرق شتى سواء من خلال مكتبات تقام داخل الإدارات الحكومية من قبل المسؤولين فيها أو مبادرات شخصية من قبل بعض الموظفين فيها مثل تجربة القاضي التي أشرت إليها وحلت قضية تكاد تكون عويصة وتطول أحداثها ولكنها من خلال حالة انتظار لا تتجاوز عشرات من الدقائق استغلها المراجع وتصفح إحدى الكتيبات وشدته مادته العلمية التي تتناول القضية التي أتى من أجلها وتفاعل معها ورأى أنها هي الحل الأنسب لاحتواء قضيته التي انتهت بدون رجعة ولا شك أن مبادرة ذلك القاضي ممكن أن يبادر غيره في دوائر حكومية أخرى فيها أماكن لانتظار المراجعين مثل البلديات والمستشفيات والشرط وجميع الإدارات الحكومية حتى الجهات التابعة للقطاع الخاص لأن المقصود من التوعية ليس حل مشاكل الناس فقط بل تحقق نتائج كثيرة ربط الناس بحب القراءة واستغلال أوقات الفراغ بالشيء المفيد، فالإنسان عندما يراجع دائرة ما أو ينتظر دوره في صالون حلاقة يشعر بالملل ويتضايق كثيراً ولكنه عندما يجد كتاباً أو مجلة يضطر إلى تصفحهما وتشده بعض المواضيع التي في ثناياها قد تدفعه إلى حب القراءة والتواصل معها علماً بأنه قد يكون منقطعاً عنها منذ فترة طويلة وعلاقته بها كانت أيام الدراسة.
مكتب التربية العربي لدول الخليج