عانى مشجعو مانشستر سيتي طويلاً لكن الفوز اليوم السبت في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على ستوك سيتي سيثير موجة ثانية من الاحتفالات في أسبوع بدأ النادي خلاله في جني الثمار. وأنفق سيتي الذي يوصف بأنه نادي كرة القدم الأغنى في العالم منذ اشتراه الثري الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان عام 2008 أكثر من 300 مليون جنيه استرليني (478.1 مليون دولار) لبناء فريق لكن الألقاب لم تتحقق على الفور.

وربما توقع المشجعون أن ينافس سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بالنظر لحجم الأموال التي أنفقت لشراء لاعبين مثل يايا توري وإدين جيكو لكنهم يوم الثلاثاء الماضي احتفلوا على الأقل بالتأهل لتصفيات دوري أبطال أوروبا. ولعل ضمان المركز الرابع في الدوري الممتاز بالفوز 1-صفر على توتنهام هوتسبير كان إنجازاً أهم لسيتي على المدى البعيد خاصة لملاكه الأثرياء لكن التتويج بلقب سيكون أمراً ذا خصوصية بالنسبة للجمهور.

فقبل عشر سنوات أو يزيد قليلاً كان الفريق لا يزال يلعب في دوري الدرجة الثالثة كواحد من العمالقة النائمة في كرة القدم الإنجليزية قبل أن ينتفض ويعود للمنافسة مع الكبار. وعاد سيتي الذي أحرز لقبه الرابع والأخير في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1969 لدوري الأضواء لكن جمهوره لم يبدأ يحلم بمنافسة الجار والغريم مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي وفي أوروبا إلا بعد انتقال ملكيته للشيخ منصور.

ولم يصل النادي الذي يمثل النصف الأزرق من مانشستر لهذا الحد بعد لكن الفوز على يونايتد في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي كان لحظة جميلة للنادي الذي عاش طويلاً في ظل غريمه القوي الذي يمكنه أن يسرق الفرح من سيتي لو أحرز لقبه التاسع عشر في الدوري الإنجليزي يوم السبت قبل ركلة البداية لنهائي الكأس مباشرة. وتعززت صفوف سيتي بمشاركة المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز كبديل ضد توتنهام بعد شفائه من إصابة في الساق لكن من غير المرجح أن يلعب المباراة بأكملها اليوم السبت.

ويعاني ستوك الذي سيلعب للمرة الأولى في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي رغم كونه ثاني أقدم ناد محترف بإنجلترا بدوره من الإصابات حيث سيخضع الجناح ماثيو إيذرونجتون والمدافع روبرت هوث لاختباري لياقة قبل المباراة. ويقدم ستوك الذي يدربه توني بوليس موسماً رائعاً باحتلاله المركز الثامن في الدوري الممتاز رغم قلة الإمكانات المالية وتغلب 3-1 على ارسنال يوم الأحد الماضي. ويدل فوزه الكبير بخماسية نظيفة على بولتون واندرارز في قبل النهائي الذي أقيمت أيضاً في استاد ويمبلي على أن الفريق لا يصاب بالعصبية في المباريات الكبرى. ورفع بعض الضغط عن سيتي باحتلاله المركز الرابع في الدوري وهو ما يعني أن ستوك ضمن بالفعل مكاناً في كأس الأندية الأوروبية الموسم المقبل سواء فاز أو خسر اليوم.