|
تُعَدّ المخدرات سبباً رئيسياً لأغلب الجرائم، وقد أكدت عدد من الدراسات والجهات المسؤولة أن معظم الجرائم في المجتمع تقف المخدرات خلفها؛ فالحوادث المرورية، وجرائم ارتكاب السرقات، والقتل، واللواط والزنا، وغيرها تُعَدّ المخدرات من أسبابها الرئيسية، حتى قيل: إنّ خطر المخدّرات وتأثيرها المدمّر أشد فتكاً من الحروب التي تأكل الأخضر واليابس، وتدمّر الحضارات، وتقضي على القدرات، وتعطّل الطاقات.
ولم يأتِ تصريح سمو النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية بكون المخدرات خطيرة وكارثة إلا تأكيداً على أن هناك استهدافاً للمملكة وشبابها من خلال هذه الآفة.
ومن هنا يُعَدّ الجهد الأمني لمكافحة المخدرات غير كافٍ وحده لمواجهة خطرها دون شركاء فاعلين من مؤسسات المجتمع والأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام، بهدف تنمية الوعي بخطورة هذه الآفة، والتبليغ عن المهربين والمروِّجين، إلى جانب تطوير برامج الوقاية، والحدّ من تأثير العوامل المسببة للتعاطي، ومن أبرزها: رفقاء السوء، والفراغ، وحب الفضول، والبطالة.
وفي هذا الإطار تُعَدّ رعاية وتمويل إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي لبرنامج (حياة) للتوعية بأضرار المخدرات، الذي نحتفل اليوم بختام فعالياته، استشعاراً للمسؤولية الاجتماعية تجاه هذا الخطر؛ ليضاف إلى العديد من البرامج التعليمية والتوعوية التي أسهمت إدارة أوقاف الشيخ صالح الراجحي في تمويلها. وقد تضمن البرنامج أربعة فروع، هي: برنامج حياة في مساجد مدينة الرياض، وبرنامج حياة في مدارس مدينة الرياض، وبرنامج دوري حياة الرياضي، وبرنامج مخيم حياة، بتكلفة إجمالية زادت على 1.300.000 ريال؛ ليستوعب مختلف شرائح وفئات المجتمع، وذلك بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في النظيم والجنادرية.
أسأل الله - جلّت قدرته - أن يجزي الموقف خير الجزاء، وأن يجعل ما قام به في ميزان حسناته، وأن يجعل منزله الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما أسأل الله أن يوفِّق القائمين على الأوقاف لتحقيق أهداف الموقف، وأن يشملهم بأجره ورضاه.
* المدير العام لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض عضو مجلس أمناء إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي