قرأت مقال الكاتبة الأستاذة سمر المقرن في عمودها مطر الكلمات، في بيان خطر الصفوية على دول الخليج، وآخرها خطر المتعاطف مع إيران المنشور في يوم الأربعاء 9-5-1432هـ العدد رقم 14076 حيث انطلقت الكاتبة الأستاذة: سمر المقرن، وفّقها الله بفضح التوجُّه الصفوي وكشف مخططه الغاشم، نحو أهل السنّة في الخليج عامة، وأهالي البحرين خاصة، الذين كانوا قاب قوسين من الهلكة، بسبب تآمر الطائفة الحاقدة وأتباعها، حتى أتاهم نصر الله، عن طريق درع الجزيرة، بقيادة المملكة العربية السعودية التي وفّقها الله مع شقيقاتها دول الخليج لحماية دولة البحرين من الشر المحدق بها، فكان لقرارهم الموفّق الذي كان دافعه الوفاء بالعهد، وأخوة الدين، وحقوق الجار، دور عظيم، شهد له أهل العدل والإنصاف بإخماد الفتنة في مهدها، وكان هذا التوفيق والتلاحم غصّة في حلوق المتربّصين بنا الدوائر، الذين أصابهم الذهول من اتحاد دول الخليج، ومن سرعة إخماد الفتنة قبل استفحالها وانتشارها في باقي دول المنطقة، وكان لهذه الكاتبة جهد عظيم من بداية الأزمة، بشحذ الهمم، والتحذير من الخطر المحدق بالبحرين، وأهالي المنطقة، وبالتحذير من شر المذهب الصفويّ الحاقد، بل وبيّنت خطر السكوت عن نصرة البحرين دون كلل أو ملل أو خوف، بل قالت في وقت اشتداد الأزمة: لن نسلّم لكم البحرين، بشجاعة نادرة، مع أنّ الغلبة في ذلك الوقت كانت لهم باستحلالهم لدوار اللؤلؤة، أسأل الله أن يجزيها عن موقفها هذا خير الجزء والإحسان. ولم تكتف بهذا الموقف الطيب أثناء الأزمة فقط، بل وأثنت على موقف الدولة غير المستغرب مع العلماء، وأنكرت بكل شجاعة على من أنكره (بمقالها الشهير يستهلون العلماء)، واستمرت حتى بعد انتهاء الأزمة تحذِّر من الخطر الصفوي، وكأنها تقول لا تركنوا لهذا النصر ولا تقفوا عنده، ولا تنشغلوا به عن الاستمرار بكشف ألاعيب وخداع الصفوية وأتباعهم، وهذا وربي هو الحق، لأنّ هذا العدو الحاقد يريد أن نغفل عنه، وأن نظنّه قد اندحر، ليعيد ترتيب أوراقه، فيأتينا من حيث لا نشعر، فالجولة مع هذا العدو مازالت في بدايتها، والظن بأنه قد قضي عليها أمنية من أمانيه، لذا استمرت الكاتبة بالتحذير منه، دون كلل أو ملل، ولم يلهها انفراج أزمة البحرين، عن استمرارها ببيان خطر الصفوية. ولكني فوجئت كما فوجئ غيري، بما تلقّته هذه الكاتبة، عبر بعض مواقع الإنترنت والمجموعات البريدية، من نقد بسبب غيرتها علىينها ووطنها ودول الخليج، وإنك لتعجب من جرأة بعض الناقدين لها على نقدهم، ودفاعهم المستميت عن الصفوية الحاقدة، في وقت أن أصول مذهبهم تنقذهم بالتقية، فتركهم لها في وقت حاجتهم لها، يدل على شدة تأثير اندحار التوجُّه الصفوي على أنفسهم، في وقت كان يلزمهم ويسعهم الصمت حتى لا ينكشف عوارهم، لكنهم فضحوا أنفسهم بدفاعهم عن الصفوية، مع ادعائهم حب البلاد، وكلامهم يشي بغيره، ولم نجد لهؤلاء المدافعين عن أطماع الصفوية في دول الخليج موقفاً ولو تقية، يدافعون فيه عن ولي أمرنا، الذي تعرّض لنقد وقدح من أذيال الصفوية في بعض دول المنطقة، بل نجدهم ناقدين لموقف البلاد التي يعيشون بكنفها، عندما دفعت بفلذات أكبادها وقواتها دفاعاً عن دينها، وعن شقيقتها التي أراد الفرس الحاقدون تدنيسها، وهذا يؤكد لكل عاقل حصيف أنّ دافعهم ديني وولاءهم فارسي، فالناقمون على سمر، والناقدون لها أمرهم يثير العجب، فالكاتبة وفّقها الله ما قالت إلاّ الحق، وصبرت وصمدت وثبتت على موقفها الشجاع، ببيان خطر الصفوية ومن سار بركابهم، بصورة نادرة، تدل على عمق بالتفكير واستقلالية بالرأي وفهم للتاريخ، فموقف هذه الكاتبة يجب أن يذكر فيشكر، وأقول لها سيري على هذا الطريق وفّقك الله وسدّدك، وأسعدك بصلاح نيتّك وذريّتك وبارك بك وبعقبك وحشرك مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظ بلادنا وسائر بلاد الإسلام من كيد أعداء الدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. صالح بن مقبل العصيمي التميمي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود