إننا في بلادنا العزيزة ومنذ توحيدها على يد القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، نرفل بنعمة الأمن والأمان التي لا تضاهيها نعمة، بها تنام الأعين قريرة ويتحقق العيش الرغيد وتسكن الأنفس هانئة مطمئنة على محارمها وأعراضها وأموالها. وحيث كان تحقيق الأمن مطلب كل أمة وغاية كل دولة، فإنّ قيادتنا - ومن أجل ذلك - أولته اهتماماً بالغاً وعملت بأسباب توفيره، فجنّدت الجنود ورصدت الأموال، كما لم يكن الأمن الذي نعيشه وننعم به ونتفيأ ظلاله إلا مباركة إلهية مربوطة بأسبابها ومقوماتها، التي من أعظمها إقامة دولتنا لشرع الله وتنفيذ حدوده وتحقيق عقيدة التوحيد والدعوة إليها.
إن أمراً هذا شأنه، ونعمة هذا أثرها، لجديرة بأن يبذل في سبيلها كل غالٍ ونفيس، وأن تستثمر الطاقات وتسخر الجهود والإمكانات للحفاظ عليها وتعزيزها، وحق علينا أن نلتفت عما ينادي به العابثون المنادون بالمظاهرات ممن يحاولون النّيل من وطننا وأمنه والعبث بمقدراته، وأن نستشعر المسئولية ونلتف حول حكومتنا الرشيدة وقيادتنا الحكيمة وولاة أمرنا، وأن نكون يدًا واحدة لحماية وطننا وأن نصد تلك المحاولات اليائسة، ولننظر إلى الأحداث الدامية من حولنا التي اشتعلت في بلدان عدة نتيجة المظاهرات، فهي بلا شك أحداث مدعومة من أعداء الأمة ونتائجها لا تصب أبدًا في مصلحة الشعوب العربية، لقد عمّت فوضى عارمة في تلك البلدان تسببت في انعدام الأمن وانتشار الفساد، والواقع خير ناطق وشاهد على المآسي اليومية التي يعاني منها من استهانوا بالأمر وسايروا وأيّدوا تلك المظاهرات، فقد انتشرت الجرائم وانتهكت المحارم وأكلت الأموال وضاعت الحقوق، وإن من نادى بها وأيّدها هم من يتجرّعون مراراتها ويعانون آثارها.
لقد أخطأ المنادون بإقامة المظاهرات في المملكة العربية السعودية وخاب ظنهم وتلاشت آمالهم، بعد أن أثبت السعوديون حبهم لقيادتهم، فبدلاً من الاستجابة لتلك النداءات الباطلة جددوا ولاءهم لقائدهم وأظهروا طاعتهم لولي أمرهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ومتعه بموفور الصحة، وهو أمر لا يستغربه من يعرف حقيقة علاقة السعوديين بقائدهم ومليكهم ملك الوفاء والبذل والعطاء والتواضع، الملك القريب من شعبه، إنه من وصفه المتابعون بالملك الذي يعترف ويعتذر ويشكر، هو الملك الذي أحبه شعبه بكل صدق وبدون رياء، وما الكلمات التي تحدث بها خادم الحرمين الشريفين في خطابه الذي تفضّل جلالته بإلقائه يوم الجمعة الموافق 13-4-1432هـ إلاّ تجسيد لمدى علاقته بأبناء وبنات شعبه وثقته بهم، فقد وصفهم بأنهم صمام أمان لوحدة هذا الوطن، ثم إن ما تبع تلك الكلمة السامية من أوامر ملكية كريمة، سيسجلها التاريخ بمداد من ذهب، وما هي إلاّ أدلة وبراهين ملموسة على حبه لشعبه تضاف إلى عطاءاته السابقة غير المحدودة، إنها بحق تثبت أن المواطنين هم شغله الشاغل، وأن توفير أسباب الحياة الكريمة لهم هي أسمى غاياته وأنبل أهدافه.
نحن جميعاً في منطقة الجوف نجدد العهد والولاء لقائدنا ومليكنا عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله، ولهم الشكر الجزيل والاعتراف بالفضل على ما أولوه للمنطقة من اهتمام، يتمثل في اعتماد مشاريع عملاقة رفعتها إلى مصاف المدن الرئيسة بالمملكة، ولا يفوتني أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف على ما يبذله من مجهودات في الرفع باحتياجات المنطقة من المشروعات ومتابعة مستمرة لتنفيذها على أرض الواقع.
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين من كل مكروه، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يمد في عمره، كما أدعوه جل شأنه أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يرد عن وطننا كيد الكائدين، وأن يثبتنا على الحق وأن يجمع أمتنا عليه وينصرها على الباطل إنه هو سميع مجيب.