لا يخفى على الجميع ما للمهرجانات التراثية من دور مهم وبارز في التعرف على ما كان عليه الآباء والأجداد في مختلف نواحي الحياة، وما استوقفني كثيراً وشد فكري، ما شاهدته بأم عيني وسمعته بإذني بمهرجان محافظة المجمعة التراثي أثناء شرح الأستاذ الفاضل محمد الصالح لكتاتيب مسجد الشيخ أحمد الصانع، بالمجمعة قديماً، فقد كان عالقاً بذهني وربما أذهان الكثير من الناس أن الطالب الكسول الذي لم يحفظ السورة التي كلف بحفظها فإن العقاب المتنظر له ولمن هو على شاكلته هو (الفلكة) وهذا العقاب أتى في الفترة الأخيرة من حياة الكتاتيب وأما العقاب في بداية الأمر كان عبارة عن ضرب خفيف غير مبرح لا يكاد يؤثر على الطالب حتى لا يتغيب عن الكتاتيب مستقبلاً خوفاً من العقاب وهذا يعتبر المرحلة الأولى من العقاب وفي حالة تكرار عدم الحفظ أو التأخر في الحضور فإن هناك عقاب آخر يسمى (الجحيشة) وهي عبارة عن زبيل من الخوص ومحالة وحبل يوضع الطالب الكسول في الزبيل ويرفع للأعلى على مراحل بواسطة اثنين من طلاب الكتاتيب وأثناء الرفع يبكي الطالب الكسول ويقول المطوع للطالب (هاه تتوب) فيجيبه أتوب يا مطوع، فيأمر المطوع الطلاب بإنزاله، وهذه المعلومات أعتبرها الأولى وجديدة على جميع المهرجانات التي قمت بزيارتها بمختلف مدن المملكة التي تقوم على التراث التاريخي، كما أن هناك معلومة أخرى وهي عبارة يقولها المطوع للمغيبة وهي (افتشوا بالمغيبة) والمقصود بها قيام المطوع بتفتش رؤوس الكتاتيب والمغيبة وصدورهم والتأكد من نظافتهم وسلامتهم من القمل الذي كان منتشراً آنذاك، وعند انتهاء المطوع من مهمة التفتيش يقول الكتاتيب والمغيبة (إلا القمل) ويعني الاهتمام بالنظافة، كما أن هناك ثوب خاص للمطوع يلبسه حين وصوله للكتاتيب ويكون ذلك بغرفة منعزلة عن الكتاتيب والمغيبة وعقب انتهاء الدرس يعود لغرفته ويستبدل ثوبه ثم يخرج مصطحباً معه أحد المغيبة ليقرأ عليه ما حفظه من السورة مما يدل على الحرص على الوقت.
ختاماً أقدم خالص شكري وعظيم تقديري لمن ساهم في هذا العمل الجليل بكل ما لديه وأخص بذلك في المقام الأول الأستاذ محمد الصالح ومن ثم إخواني رجال محافظة المجمعة الذين قاموا باستقبال هذه الوفود وتسهيل مهمتهم وحسن ضيافتهم مما كان له الأثر الإيجابي البليغ في نفوس الزوار، ومصدر فخر لنا نحن أبناء منطقة سدير الحبيبة.
- عودة سدير
abdallh5552@hotmail.com