روى لي أحد الأصدقاء «قصة غريبة» حدثت له مع زوجته التي اشترى لها «ذهب عيار 21» بعد أن فضَّل تخصيص المبلغ الذي حصل عليه من انتدابه لشرائه رغم ما يعانيه من «ظروف مباركة» كما يقول!! وصادف ذلك مناسبة «زواج» فطلب منها أن «تكشخ بالذهب» في هذه الليلة ليعرف الناس أنه «غير مقصر مع أهل بيته».
إلا أنه صُعق في الليل عند عودة زوجته و»سماعه محادثتها» مع إحدى قريباتها بعد أن فرغتا من «إشباع كل المدعوات بالحش»!!
«ياختي شفتي فلانه وش لابسه؟! ما قامت خايفة من العين.. وفلانه وش معها.. يحسبونّا بننضلهم!! وفلانه وفلانه...الخ» لتجيب الزوجة بعد أن «امتدحت المتحدثة طقم الذهب» الذي ترتديه قائلة على مسمع من زوجها: «لا يا وخيتي» وين ذهب معه «الله يخلف»؟!!
هذا «فالصو إكسسوار»!! مما أثار غضبه!!
إلا أنها ذكرت له أن الناس «ما يعطون خير» وقدمت له لستة من المبررات.
طبعاً علقة الفكرة «برأس محدثكم» وهذا لا يعني أن «يتوقف أصدقائي عن الفضفضة لي بما يجول بخواطرهم» خوفاً من عرضها على الشاشة!!
قلت ليش يا ولد ما نبحث في الموضوع؟
ونحوله لقصة تلفزيونية خفيفة!!
وبالفعل تم ذلك ولكنني أُصبت بالذهول!! عندما توصلت لقناعة أن مجتمعنا بأكمله «يعتقد أنه مصاب بالعين»!!
فقد طرحت السؤال التالي: هل سبق أن أصبت بالعين لأجد أن كل من قابلتهم أجابوا بـ»نعم»!!
إذاً من «ينضل» من؟!
الكل يخفي الحقيقة فمن يملك المال ويشتري الذهب يقول إنه «إكسسوار» و»ظروفه مباركة»!!
ومن لا يجد المال ويشتري الإكسسوار بالفعل يقول إنه «ذهب»!!
ومن يشتري سيارة نقداً يقول الله يعين على «أقساطها» فكيف تصيبنا «العين إذاً» ومِن مَن؟!
مجتمعنا حساس جداً من مسألة العين والحسد «الله يكفينا شرها»!!
«الظاهر» إني بعد أصابتني «فوبيا العين»..
فنحن نعلق كل ما يصيبنا في الحياة من مشاكل وإخفاق على شماعة «العين والحسد» حتى بات الأغلبية يطبق المثل المصري الشهير «داري على شمعتك تقيد» بطريقة خاطئة!!
أصبح معظمنا «محترف» فبركة قصص التظليل لكي لا يلتفت الآخرون إلى «ما أنعم الله به عليه» نحن مطالبون بشكر الله على نعمه {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
رغم إيماننا بأن العين حق فهي «تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر» كما في الحديث.. وهناك عشرات القصص الشهيرة. التي تؤكد الإصابة بالعين.. وهو لا يعني أن نصطف طوابير على باب الرقاة والدجالين!! والجميع يعتقد أنه رغم ظروفه المباركة إلا أن «المشافيح ما خلّوه» و»صكوه بعين»!
وحتى تعي ما أقول اسأل نفسك.. وأجب بصراحة «هل أنت مصاب بالعين»؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net