قد يرزق الأبوان بطفل يشكو من العوق العقلي ونتيجة لعدم الخبرة السابقة أو التثقيف الذاتي قد يجني الوالدان على الطفل ومما لا تعلمه الكثير من الأسر أنه في أكثر الأحيان يمكن للطفل المتأخر عقليا الحياة بصورة مستقلة عن الآخرين وممارسة عمل أو حرفة يكتسب منها، فالنجاح في الحياة لا يعتمد فقط على الذكاء الفردي، بل يعتمد أيضاً على القدرات المختلفة والنضج الانفعالي والعاطفي، ولذلك يكون من المهم على الأسرة تنمية العلاقات الاجتماعية لابنهم لأنه لا أحد يستطيع أن يوفرها بقدر ما توفرها الأسرة مثلاً عليها أن تتعاون مع المراكز المتخصصة ومع المتخصصين لمساعدة الطفل وتدريبه فإن نمو الطفل يتوقف على ثلاثة عناصر:
عوامل وراثية
عوامل بيئية
عوامل نواحي القوة والضعف
وفي حالة المعوق عقليا لا يمكننا عمل أي شيء بالنسبة لعوامل الوراثة لكن يمكن عمل الكثير لتعويض التأخر في النمو والبطء في الاستجابة وذلك عن طريق برامج وتدريبات خاصة منوعة داخل المنزل أو في أي مكان فكلما نال الطفل رعاية واستثارة وتدريبا ولاسيما في سنوات مبكرة كانت الاستفادة أكبر. ويدل على هذا أن الكثير من العباقرة والمخترعين كانوا ذوي جوانب قصور عقلية لكن بدعم أحد من حولهم أصبحوا عظماء خالدين.
ومن أجل تنمية فذة هذه بعض الحقائق التي على الوالدين الإدارك لها كما يوجه المختصون:
أولاً: إن لكل طفل حالة خاصة منفردة، فالفروق بين الأطفال المعوقين عقلياً متفاوتة. ولا يمكن تطبيق ما تم بالنسبة لطفل على طفل آخر.
ثانيا: لابد من إيمان الأسرة بإمكانية تعليم وتدريب الطفل شيئا أساسيا فلو فقدت الأسرة الحماس أو شعرت بأن الجهد المبذول جهد ضائع فمن المؤكد أن الطفل لن يتقدم في أي شيء.
ثالثاً: ليس المهم الكمية التي يتعلمها الطفل، بل الأهم بالنسبة له هو نوع التعليم فلا يفيد الطفل أن يقضي ساعات طويلة في تعليم مهارات بشكل جيد، بل المفيد له أن يقضي فترة بسيطة في التعليم تكون بشكل صحيح ومدروس فتكون النتيجة أفضل.
رابعاً: على الوالدين أن يعيا حقاً أن نمو الطفل المعوق عقلياً أبطأ من الطفل العادي، فمعرفة مراحل النمو الطبيعية للأطفال الأسوياء تساعد في تقديم برامج ناجحة للطفل المعوق تجعله يلحق بقدر المكان بإطار النمو الطبيعي.