|
(من رسائل الملك سعود بن عبدالعزيز الدعوية) كتاب يتضمن رسائل علمية منهجية تربوية على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح جمعها ورتبها ونسقها سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز..
يتحدث الكتاب عن الرسائل التي وجهها الملك سعود - رحمه الله - لعموم الأمة الإسلامية وإلى الشعب السعودي.. كما يتضمن صوراً من وثائق رسائل الملك سعود الدعوية.
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب:
لم تكن جميع رسائل الملك سعود - رحمه الله - موجهة إلى أشخاص بأعيانهم، حيث نلاحظ أن بعض رسائله كانت عبارة عن رسائل مفتوحة وجهها الملك إلى فئة أو مجموعة كبيرة من الناس، وكان يصدرها أحياناً بعبارة (إلى من يصل إليه من الإخوان، أو إلى من يصل إليه من علماء الإسلام، أو إلى من يقف عليه، ونحو ذلك).
كان الملك سعود - رحمه الله - يدرك أهمية هذه الرسائل وقوة تأثيرها في نفوس المدعوين فكان يوليها أهمية كبيرة وكثيراً ما كان يستخدم بعض الطرق التي تزيد هذه الوسيلة وتعمق أثرها.
وقال المؤلف: اختياري رسائل الملك سعود - رحمه الله - نظراً لما تميز به رحمه الله من الالتزام بمبدأ التمسك بنصوص الكتاب والسنّة في كل دقيقة وجليلة.. ذلك المبدأ الذي كان له - بعد توفيق الله - أعظم الأثر في نجاح رسائله، هذا بالإضافة إلى ما وهبه الله من دقة واتساع العلم، كل ذلك يجعل المسلم يطمئن إلى هذه الرسائل.
وتضمن الكتاب سيرة الملك سعود رحمه الله:
ولد - طيب الله ثراه - في الثالث من شوال 1319هـ، وتلقى علومه على يد الشيخ عبدالرحمن بن مفيريح أحد علماء الرياض فلقنه مبادئ القرآن الكريم والكتابة وحفظ سوراً من القرآن الكريم ودرس من أبواب الفقه والأحاديث الشرعية والسيرة النبوية.. كما تعلم الكثير من مجالس والده.
كان الملك سعود يشبه والده الملك عبدالعزيز في كثير من صفاته وحركاته فهو طويل القامة بلغ طوله أكثر من ستة أقدام، قوي البنية، بهي الطلعة، وكان فارساً شجاعاً لا يهاب الحروب والمعارك، ولذا كان مع والده في أعنف المعارك، واشتهر بكرمه وكان يبذل المال والأعطيات لزواره ويهب من دون سؤال أو استجداء.
وأورد المؤلف قصة حادثة المطاف في حجة عام 1353هـ: ذهب الملك سعود للحج عام 1353هـ وكان إلى جانب والده أثناء محاولة الاعتداء عليه في الحرم صبيحة عيد الأضحى وقد أحاط بوالده مضحياً بنفسه دونه، وألقى نفسه على أبيه، يقيه الطعنة، ودفع المجرم بيده، ولما انقض مجرم آخر بخنجره يريد الملك، مس الخنجر أسفل الكتف اليسرى من ظهر الأمير سعود وجرحه.
وكان موقف الأمير داعياً إلى ابتهاج الناس وترنمهم بشجاعته وامتداحهم ثباته وسرعة تصرفه. ويروى عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أنه قال:
(أنقذني ابني سعود من الموت مرتين إحداها حادثة الحرم، والأخرى حملني من قرب جدار كان سينهار علي فجعل ظهره قبل وقوع الجدار).
ومن كلمات الملك سعود -رحمه الله-:
(إن اجتماع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، ولم شعثهم هو أعظم ما يجب على كل مسلم أن يعمل لتحقيقه، وإنني أدعو المسلمين جميعاً أن يجمعوا على الحق صفوفهم وأن يوحدوا كلمتهم وأن يكونوا كالبنيان المرصوص.