الليل الأبكم
يشيح عن فأل ممكن
بل يثير في الذات
المزيد من الهجس الأليم.
في الليل الغافي
على هشاشة
الوعد.. (انتظر)
لا يبارح وجده
أو يهرب من
منغصاته المفعمة دوماً
بالألم.
أول الليل مناحة الصفرة
وآخره هروب القمر
خلف الجبال
أما بقاياه
فهي على الحياد
أو أبعد منه..
أي في منافي
الروح الوجلة.
***
ليلنا دائما
ما يكون مفعماً
بالوجد الذابل
.. ذلك الذي تلونه
بقايا الأغاني الحزينة.
ففي سواده
ستر لحالة عصية
من ودِ غارق
في منابته الأولى..
في الليالي المقمرة
يكثر الألق المعبأ
بالفأل والشجن
لكنه لا يبارح
صفته الأزلية
المتوجة ببقايا
السهر والسمر العابر
أما الليالي المعتمة
فإنها فرصة لذوي
المغامرات المخاتلة
فكم منحهم الليل
فرصة النوال
جراء مكامن حذرهم.
في الليل ستار
عالي من بهجة
الروح في هجعة
تعيد للذات المتعبة
بعض عافيتها
وعنفوان جذلها
في البحث عن الذات
واللقمة في غدٍ
ينذر بمزيد الكدح الشاق
***
ليلنا سادر
في بحثه عن نجوم
تقي الروح من ألمها
وتهدي التائه
في الفلاة لكي يعود
من حيث أتى
بين النجوم والليل
علاقة أزلية
تتشكل في تناغم
متضاد بين
الضياء الوامض
والعتمة الجانحة.
أيهما يقوى
على البقاء
تكون له الغلبة
لكن ما تحفظه
الحكايات القديمة
أن الليل عادة
ما يتوكأ على عكاز
النجوم..
فيما تذيع العتمة
أسرارها للنجم
اللامع هناك في
الأفق اللاهي
في مدارات سرمدية.