يا مُزنة الخيرِ غادي الشعبَ وابتسمي
ولتهطلي فرحا بالبشرِ والنعمِ
فغيثك اليوم سعدٌ لا حدود لهُ
من ساحل الشرق حتى طاهر الحرمِ
ومن حدودٍ تسامت في الشَمال إلى
حدِّ الجنوب ترويه يد الديم
اليومَ - للفرحة الكبرى - لنا وطنٌ
أمجادُه شامخاتٌ في ذُرى القمم
عاد المليك لنا من بعد رحلته
وقد شفاه إله الكون من سقم
فالحمد لله برءًا دائما أبدا
أجرًا وعافيةً من غير ما ألم
الحمد لله كم كفٌّ بها رُفعتْ
لحمد رب البرايا واسع الكرم
الحمد لله ما طاف السحاب بنا
فأخصبت نجد من هتّانة الديم
***
صقرَ العروبة هل تدري بما ضمنت
لك الجوانح حبَّا غير مقتَسَمِ
في كفك الجود سباقا لمكرمة
تسطرُ المجد في منظومة القيم
إذ قلت قولة حق لا مراء بها:
« الملك لله، إني خادم الحرمِ «
بذا تؤصل منهاجا وترسمه
كفلقة الصبح في عتامة الظلمِ
يا شعلة الحب إذ تأتين مكملةً
عقدًا من النور في جيدٍ من الهمم
«نساء خيرٍ» كما أثنيت رائدنا
إلى المعالي تحلينا حِلى الشيم
نجدد العهد والرايات نرفعها
فتلك سنة مولانا من القدم
خير البرية أوصانا بطاعتكم
ومن هداه اجتبينا أطيبَ الكلم
في ضوء سنته سار الزمان بنا
حربا لشانئنا سلما لذي السلَم
فمن أراد – لحاه الله – فرقتنا
وافاه منا ضرامٌ شُبَّ بالحمم
أوهيت قرنك يا ساعٍ بفتنتنا
وعاد مسعاك بالخسران والندم
وبؤت بالخيبة النكراء تسحبها
جيوشُ حقدك إذ تمشي على قدم
***
يا روضة المجد هل وافى الزمان بمن
يغزو أحبته بالحب والكرم ؟!
هذا المليك - لعمر الله - بسمته
ظلٌّ لحكمته، يا مُدركَ الحكمِ
مهذب القول ، والأفعال شاهدة
صان العقيدة في عالٍ من الهمم
لكم رفعنا إلى المولى ضراعتنا
من كل قلب بحب الله معتصم
بأن يديمك ذخرا للبلاد، وأن
تبقى لأمتنا كالبدر في الظلم
عليكَ منا سلام الله نبعثه
من الفؤاد سلاما خُطَّ بالقلم
مداده الصدق والإخلاص مبدؤه
وفي الشغاف ولاءٌ غيرُ منهدم
قد يقصر الشعر عن إدراك غايته
إذا توجهت في شعري إلى القمم !
- ألقيت هذه القصيدة في افتتاحية ندوة « شهادات وتجارب نسائية «؛ المقامة ضمن فعاليات احتفاء الجامعة بالجنادرية، على شرف حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة الشعلان.
* محاضر بكلية الآداب - قسم اللغة العربية
جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن
