اقتربت منه العجوز الفانية بخطوات ثقيلة.. قدمت له سلعتها في صندوق مقفل.. كان صندوقاً عتيقاً.. يشي بعز غابر.. وقيمة ما تزال بقاياها جلية في الإطار اللامع..
- بكم تشتريها؟
جاء السؤال.. احتار في اختيار الرد المناسب.. لاحظت تردده وهمست.. لقد دفع الرجال الكثير ثمناً لها.. تحمس بعض الشيء.. فعاجلته لما رأت منه ذلك بقولها: وكم من دماء سالت في سبيلها!
ظهر الاهتمام على وجهه فجاءت كلمتها الأخيرة: وأنا أهبها لك.. بما تستطيع أن تدفعه..
بلا اختيار سارع ودفع لها بكل ما يملك من مال.. ناولته الصندوق.. واختفت كأنها لم تكن.. دفعه الحماس لأن يسارع بفتح الصندوق الثمين.. لم يجد سوى خواء.. احتضن الصندوق الثمين.. ومضى فى طريقه.