|
هذا الكتاب هو محاولة في قراءة الخطاب النسائي السعودي المعاصر المقالي من خاصة قراءة نقدية.
الكتاب بعنوان (المقالة النسائية السعودية) من تأليف الأستاذة أمينة الجبرين وصدر عن المجلة العربية.. وموضوع الكتاب يتناول ست كاتبات للمقالة هن خيرية السقاف ونورة السعد وعزيزة المانع وحسناء القنيعير وبدرية البشر ولطيفة الشعلان.
وتقول المؤلفة في مقدمة الكتاب: اعتمد هذا الانتقاء على التنوع في خطاب الكاتبات موضوع الدراسة ففي الوقت الذي تقدم فيه خيرية السقاف خطاباً إبداعياً موجهاً إلى الجمهور تغلب المرجعية الاجتماعية على كتابات نورة السعد وهو توجه تقاسمها فيه عزيزة المانع وحسناء القنيعير وإن كان يأخذ عند الأولى طابعاً تربوياً وعند الثانية بعداً لغوياً، وفي حين يظل الجمع بين السرد والاجتماعية السمة الغالية على كتابات بدرية البشر تقدم لنا لطيفة الشعلان خطاباً نقدياً صرفاً.
وتحت عنوان (الكتابة وفق الهوية) تقول المؤلفة: إن حادثة المرأة والكتابة لا تقف عند ظاهرها الإبداعي وكأنها هي مجرد إنجاز ثقافي ولكنها تتعدى ذلك لتكون ضرورة نفسية أكثر مما هي ضرورة ثقافية ولذا فإنها ترتبط بالقلق وتتشابك الكتابة مع الاكتئاب.
فلم يكن يخفى على المرأة الكاتبة حين خطت أولى خطواتها في عالم الكتابة أنها تخطو نحو فضاء مضطرب إذ عليها أن تواجه نسقاً ثقافياً كاملاً وليس مجتمعياً فحسب فهي ضحية الثقافة أكثر من كونها ضحية ظروف البيئة أو الظروف الاجتماعية. فالوعي والمفاهيم والتصورات أي اللغة التي تصف وتسمي هي العمق الكامن في بنية الوقائع الاجتماعية.
إذن طريقة المرأة إلى الكتابة قد لا يكون طريقاً آمناً فقد تتحول الكتابة لديها إلى هاجس يتحول بمرور الوقت إلى معاناة أو حتى فوبيا كما تعبر عن ذلك بدرية البشر في مقالتها (فوبيا الكتابة) تقول: لم أكن أعرف أنني أعاني من فوبيا الورقة البيضاء التي تحولت بفعل تكنولوجيا الكمبيوتر إلى شاشة بيضاء إلا حين تركت الكتابة شهراً ثم عدت إليها فبدأت أعاني من كوابيس ليلية تحول منامي إلى معارك ضارية أصحو منها بأوجاع خفية.
وعن عناوين الأعمدة تقول المؤلفة:
هي ستة عناوين سنقف عندها لنلمس مدى انسجامه مع الخطاب الثقافي المقالي للكاتبة وهي على النحو التالي:
ربيع الحرف - نورة السعد
أفياء - عزيزة المانع
لما هو آت - خيرية السقاف
ربما - بدرية البشر
صوت - لطيفة الشعلان
ومن النظرة الأولى للعناوين الستة نلمس وعياً بالكتابة في كل واحد منها فالحرف حاضر فيها جميعها ولكن حضوره في كل عنوان يحمل شكلاً مختلفاً فالحرف النسائي في العنوان الأول ليس حرفاً تقليدياً مسخراً للكتابة فحسب بل له أثر في النفس ووقع في القلب حيث هو الربيع ذاته.
مثلها في ذلك مثل المانع التي اختارت أن تكون حروفها أفياء وظلالا.
وانتهجت الاتجاه نفسه السقاف فبقيت مع القارئ أيضاً لتكرس اهتمامها به في عنوان خاص تسمية (اليوم معكم) فتفتح قلبها لاحتوائه واحتواء مشاكله.
وتقترن الحروف عند القنيعير بالأفكار وهو عنوان منسجم كثيراً مع ما تقدمه الكاتبة في مقالاتها.
ويحضر الحرف عند الشعلان في صورة (صوت) ليس له سمة معينة فلا هو هادئ ولا هو ثائر.