حوار - سلطان الجهني
يظل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) هو الحدث الثقافي الأبرز الذي ننتظره كل عام؛ وذلك لأهمية المهرجان، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على مستوى الشرق الأوسط. ومع أجواء الجنادرية التي نعيشها هذه الأيام كان لنا هذا اللقاء السريع مع الشاعر عبيد الدبيسي، كاتب أوبريت (أمجاد الموحِّد) في مهرجان الجنادرية 1420هـ، وهو أول شاعر يتم اختياره لكتابة الأوبريت من بين 75 شاعراً ضمن مسابقة شعرية.. والآن نترككم مع الدبيسي وحديث الذكريات عن الجنادرية.
دخلتَ للساحة من خلال بوابة الجنادرية، فكيف كانت تجربتك معها؟
الجنــادرية قدمتني للساحة، وأبرزتني، وأنا أفتخر بأني أتيت عبر بوابة الوطن، ومن خلال منبر حضاري كبير هو مهرجان الجنادرية، الذي أبقاني في ذاكرة الوطن، وأقول من هذا المنبر: شكراً مهرجان الجنادرية، وشكراً لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ذي القامة الشامخة الذي أنصف الأدب والشعر في وطني (المملكة العربية السعودية)، الذي عوّدنا على العدل في كل شيء، ولا شك أن تجربتي مع الجنادرية ناجحة بكل المقاييس، وأضافت لي كثيراً.
لا بد أن ثمة ذكريات جميلة عالقة بذهنك عن الجنادرية، حدثنا عن أبرزها.
الجنادرية كلها جميلة، وذكرياتها الطيبة أكثر من أن تُحصى، ولكن يبقى الاتصال الكريم الذي تلقيته من سمو الأمير متعب بن عبدالله، ونقل لي خلاله الخبر السار بفوزي بكتابة أوبريت الجنادرية 15 (أوبريت أمجاد الموحِّد)، هو الذكرى الأغلى في نفسي.
وماذا عن ذكرياتك مع الفنانين الذين أدوا الأوبريت؟
من الذكريات الجميلة العالقة بذهني، وما زلتُ أتذكرها، بساطة وتواضع الفنان الراحل طلال مداح عندما التقيته لأول مرة في حياتي بالقاهرة أثناء تنفيذ الأوبريت. طلال إلى جانب فنه جمع الأخلاق العالية والطيبة، وكان يتحدث معي ويناقشني في العمل كأنه يعرفني من زمان، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
غبت عن الساحة بعد كتاباتك أوبريت الجنادرية، لماذا؟
أرى أن الغياب حضور في بعض الأحيان، والمهم أني متواصل مع الشعر، ولا أحب الحضور الهامشي، ويهمني أن أحضر بالمكان والوقت المناسبَيْن، وأنا أحييت أمسيات عدة خارج وداخل المملكة، وحققت ما يُرضي قناعتي بوصفي شاعراً.
كيف ترى الساحة الشعبية؟
الساحة الشعبية مثلها مثل غيرها، فيها الإيجابي والسلبي، وأرى أنها تعيش مرحلة التوهج، بما تشهده من زخم كبير من قنوات فضائية ومهرجانات شعرية؛ لذلك أصبح البروز سهلاً، ولكن تبقى مسألة البحث عن التميُّز هي الأهم، والشعراء الآن كثيرون، ولكن المتلقي الآن أصبح واعياً، ولا ينطلي عليه كل ما يُقدَّم؛ لأنه يتعامل مع النص من خلال ذائقته.
ما الذي تتمنى أن تشاهده في الجنادرية؟
أتمنى أن أشاهد ما هو جديد كما عوَّدتنا الجنادرية في الأعوام السابقة، وأتوقع أن نشاهد «أوبريت» ناجحاً يليق بمكانة عبدالله الشريف الشاعر الملم بالألوان الشعبية؛ لما يمتلكه من شاعرية فذة، كما لا ننسى ملحِّن العمل الفنان القدير والاسم الأبرز في مهرجان الجنادرية الأستاذ محمد عبده. وأقول للجميع: كل عام والقائد والوطن والجنادرية بألف خير.