لم أكن أتوقع أن عدد المواطنين السعوديين في جمهورية مصر العربية يصل إلى نصف مليون أو يزيد إلا عندما أعلن مستشار السفارة السعودية في مصر أن جميع المواطنين السعوديين في مصر بخير خلال الأحداث التي شهدتها مصر الشقيقة في الآونة الأخيرة. وقد أعلن المستشار أن القيادة الحكيمة أمرت بتوفير وسائل النقل لمن يريد من المواطنين السعوديين العودة إلى المملكة عن طريق نقطة تجمع في أحد فنادق القاهرة الشهيرة. أما عدد العاملين المصريين في المملكة فيتجاوز المليون يعملون في مجالات وظيفية ومهنية مختلفة.
وقد يتساءل البعض عن فئات السعوديين في مصر وعن الأسباب التي أدت بهم إلى العيش هناك. وللإجابة عن هذا السؤال فإن الإحصائيات تشير إلى أن معظم السعوديين في مصر هم من فئات الطلاب والسياح ورجال الأعمال. وقد يكون من بين هذه الفئات بعض الباحثين عن علاج أو زواج أو غير ذلك. وفي مقابلة مع الشيخ سليمان الراجحي أجريت معه في أحد القنوات الفضائية العام الماضي ذكر بأنه في بداية مزاولته الصيرفه كان يذهب إلى مصر ويشتري ويبيع العملات في البنوك المصرية ويعود بأرباح كبيرة.
أما في مجال التعليم فكانت مصر من أولى الدول التي أرسلت إليها البعثات التعليمية وحصل الطلاب السعوديون على شهادات جامعية منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله. أما السياحة فتعتبر مصر من أكبر الدول التي يؤمها السعوديون منذ زمن بعيد حتى وقتنا الراهن لأسباب مختلفة منها القرب الجغرافي للمملكة وتوفر وسائل الترفيه ووجود الآثار الفرعونية والسعر المناسب وغير ذلك. أما المصاهرة والزواج فتعتبر مصر قبلة لكثير من راغبي الزواج من الخارج لأسباب موضوعية أيضاً.
وفي المجال السياسي فالمملكة ومصر تربطهما علاقات قوية ومتينة منذ زمن بعيد حتى وقتنا الراهن بالرغم من وجود بعض الخلافات على بعض القضايا في مراحل مختلفة إلا أن تلك الخلافات لم تنل من حميمية هذه العلاقة بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي. ويرى المراقبون السياسيون أن أي شأن لا يتفق عليه البلدان فإن حظوظه في النجاح ضئيلة وبالمقابل فإن أي شأن يتفق عليه البلدان فحظوظه في النجاح كبيرة. ولا شك أن المملكة هي عمق إستراتيجي لمصر لما تمثله من مكانة إسلامية واقتصادية وسياسية. كما أن مصر هي عمق إستراتيجي للمملكة لما تمثله من مكانة من النواحي البشرية والعسكرية والفنية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قام بزيارة إلى مصر قد تكون الأولى لوزير خارجية عربي عقب الثورة وأجرى محادثات مع القادة المصريين الذين أكدوا على متانة العلاقة الأزلية بين المملكة ومصر في جميع المجالات. ومن نتائج تلك الزيارة قيام رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف هذه الأيام بزيارة للمملكة والتي تعد أول زيارة له خارج مصر تعبيراً على أهمية العلاقة بين البلدين الشقيقين حيث عقد محادثات مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تكللت بالنجاح. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
- عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة