القوة البدنية للاعبي سابهان الإيراني كانت تمثل عائقاً مهماً أمام الهلال وهو يواجه الفريق الإيراني على أرضه وبين جماهيره.. فالفارق البدني كان يصب في مصلحة سابهان بأجسام لاعبيه القوية ولياقتهم العالية وقوتهم البدنية.. حيث شكَّلت هذه العوامل مصدر قلق مقابل ضعف البنية الجسدية لعدد من لاعبي الفريق الهلالي.. خصوصاً حين نعلم أن أسلوب لعب الإيرانيين يعتمد على الألعاب الهوائية واستغلال عامل الطول والقوة في الكرات المشتركة والاندفاع البدني.. أمام مهارة فردية وأجسام صغيرة للغالبية العظمى من نجوم الهلال.. غير أن ما حدث في المباراة كشف أن كرة القدم لا تعتمد هذه المقاييس متى كانت لدى اللاعب القدرة على اللعب الجماعي المباشر وتحريك الكرة أكثر من حركة اللاعب.. فكرة القدم الحديثة تعتمد على نقل الكرة من لمسة واحدة واللعب في المساحات الفارغة واللعب الجماعي السهل البعيد عن الاحتكاك والاحتفاظ بالكرة لفترة طويلة لدى اللاعب وهو ما فعله الهلاليون ليبطلوا مفعول الفارق البدني وينجحوا في افتتاح التسجيل، وكان يمكن لهم الفوز لو وفق الفريق في استغلال بعض الفرص السانحة وتم تجاوز الخطأ الفردي الذي سجل منه الإيرانيون هدف التعادل.
إذاً كرة القدم أصبحت اليوم أكثر سرعة ودقة في نقل الكرة وتعتمد على الأداء الخططي البعيد عن الاحتكاك والاندفاع البدني لكن إتقان ذلك يحتاج لمهارة عالية وقدرة على الاحتفاظ بالكرة لدى الفريق وتمريرها للمكان الصحيح.. وعلى سبيل المثال فإن أعظم فريق كرة قدم في العالم وهو برشلونة الإسباني لا يمتلك القوة البدنية قدر امتلاكه للمهارة في الاستحواذ على الكرة وتمريرها وصناعة اللعب والهجمات دون أن يسمح للخصم في إيقافه ليؤكد للجميع أن كرة القدم مهارة أولاً، ومن ثم تأتي الأمور الأخرى المساعدة في كرة القدم.
وأمام سباهان افتقد الفريق الهلالي لمهاجمه الخطير كريستيان ويلهامسون ولو قُدر له المشاركة لربما عاد الهلال بالنقاط الثلاث وبفوز صريح، لكن ما فعله الهلال بحد ذاته في إيران جاء على طريقة ليس بالإمكان أفضل مما كان خصوصاً أن ساباهان هو البطل المتوج للدوري الإيراني شأنه شأن الهلال بطل الدوري السعودي.. ولعل من حسن طالع الإيرانيين أن الهلال لعب مباراتي الذهاب والإياب بنقص عناصري مؤثر خصوصاً المباراة الأولى التي عدّها الكثيرون مقياساً لقوة الهلال وهو الذي لعب في غياب حسن العتيبي وياسر القحطاني ولي يونج والزوري كعناصر أساسية فضلاً عن عدد من الخيارات البديلة التي كان يمكن أن تمنح المدرب قدراً أكبر في التعامل مع المباراة وظروفها.
على أية حال تبقى مباراة الغرافة والهلال والجزيرة أمام سابهان حاسمة في تحديد المراكز والفرق المتأهلة والتي يبدو أن سابهان أوفرها حظاً في التأهل أولاً وانتزاع صدارة المجموعة ثانياً لكن الزعيم قادر بحول الله وقوته على الفوز والتأهل ليواصل مشواره الآسيوي ويؤكد نجاح موسمه الحالي بشكل كبير.. في حين ستكون المواجهة الهلالية الاتحادية فيما لو فرضتها نتائج اليوم وغداً بمثابة خسارة للكرة السعودية بغض النظر عن الفائز حيث يهمنا تواجد أكبر عدد من الفرق السعودية في دور الثمانية لكن الظروف تظل الأقوى مع أمنياتنا للجميع بالتوفيق.
لمسات
مباراتا النصر أمام الاستقلال والشباب أمام ذوب آهن ستكونان صعبتين جداً على ممثلينا.. وإذا ما نجح الفريقان في التأهل فإن هذا سيُعد إنجازاً كبيراً يستحق الإشادة والثناء بالنظر لقوة المنافسين وتفريط الفريقين في نقاط سهلة خلال البطولة، فكل التوفيق للنصر والشباب لمواصلة انتصارات الكرة السعودية.
الموافقة على لعب مباراة ناشئي النصر أمام التعاون في الرياض بدلاً من بريدة هو تجاوز من لجنة المسابقات على الدوري والفرق المشاركة وعلى حق المنافسة.. فلأول مرة يلعب فريق على أرضه مرتين، وهذا الاستثناء حصل عليه النصر لوحده على حساب اللوائح والأنظمة وفي زمن الاحتراف..!
هيئة دوري المحترفين تتخذ القرارات وتنفذها دون أن تجتمع ولو لمرة واحدة منذ تشكيلها من مندوبي الأندية السعودية.. فكيف تُسمى هيئة دوري المحترفين وقراراتها تُملى على الأندية دون تقرير الأندية مصيرها في كثير من الأمور وخصوصاً على الصعيد المالي الذي لم ينعكس إيجاباً على الأندية بالرغم من الرعاة العديدين والبيع المستمر لمنتجات الأندية وهي تتفرج!
بداية الموسم القادم فرضت على الأندية الإعداد في شهر رمضان المبارك.. ما يعني عدم القدرة على إقامة معسكرات خارجية وتطبيق التدريبات الصباحية والمسائية المهمة في فترة الإعداد للموسم.. فضلاً عن ضيق الفترة الممنوحة للاعبي الأندية الدوليين للراحة بعد مشاركة المنتخب.. ولذلك من المهم تأجيل انطلاق الموسم لمدة أسبوع على الأقل حتى تستطيع الأندية إقامة معسكرات تدريبية بعد رمضان لمدة ثلاثة أسابيع.