في رحاب جامعة أم القرى، أقامت كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر برنامج الحوار والمجتمع على مدى شهر كامل، وهو برنامج حافل، تدور محاضراته وندواته ودوراته التدريبية حول موضوع الحوار الهادف ودوره في بناء شخصية الإنسان، والأسرة والمجتمع والأمة بل والعالم كله.
حضرت هذا الملتقى الثقافي الكبير من خلال دورة (فن الإلقاء المتميز) التي أقيمت يوم الأحد مساء 4-6-1432هـ في قاعة الملك عبدالعزيز الكبرى في مقر جامعة أم القرى الجديد في العابدية للرجال، ونقلت إلى قاعات المحاضرات العامة في قسم الطالبات في الزاهر، وهي دورة تفاعلية عامة قدمت فيها خطوطاً عريضة عن مثلث الإلقاء المكون من أضلاعه الثلاثة المعروفة (الكلمة، ونبرات الصوت، ولغة الجسد)، وهي دورة يوم واحد اقتصرت على عرض المعلومات المهمة في هذا المجال، ولم يسمح ضيق وقتها (4 ساعات) ولا العدد الكبير من الجمهور الذي حضرها بإجراء تدريبات عملية، يكتمل بها الأثر الفاعل لهذه الدورة.
حينما شرح لي الأخ الكريم د. ماجد الحازمي مدير إدارة التدريب والتطوير في كلية خدمة المجتمع الهدف من هذا البرنامج، ونوع وعدد المحاضرات والندوات والدورات التي تقدم فيها، والحملة الإعلامية المصاحبة والسابقة لهذا البرنامج، عرفت السبب في كثافة الحضور، ونوعية هذا الحضور الذي يتفاعل مع كل ما يقدم له، ويواصل متابعته حتى آخر كلمة يقولها المحاضر أو المدرب.
أما حالة المتابعة والاهتمام بهذا البرنامج في صفوف النساء فقد كانت كبيرة كما بلغني من بعض الأخوات اللاتي حضرن من خارج الجامعة، وهذا ما أكدته لي الدكتورة (زينب قاضي) التي كان لها ولرفيقاتها في هذا المجال دور كبير في المتابعة، والتنظيم، فقد ذكرت لي مدى الاهتمام الكبير من الأستاذات والطالبات في متابعة هذا البرنامج، وحضور محاضراته ودوراته، والتفاعل معها، إصغاء وسؤالاً ومداخلة، وقد لمست ذلك في الدورة التي أقمتها فقد كانت مداخلات الصالة النسائية متفاعلة بصورة ممتازة، مع أن ما حصل من تشويش في الصوت قد حال دون أخذ عدد أكبر من المداخلات.
وهنا أحب أن أقول للأخ الكريم د. ياسر شوشو عميد كلية خدمة المجتمع، ووكلائه الكرام، والدكتور (ماجد الحازمي) محترف إعداد حقائب التدريب وطريقة تنظيم الدورات والمحاضرات: إنني أشكركم على اهتمامكم واحتفائكم، وعلى حسن الإعداد والتنظيم لهذا البرنامج، ولكنني آمل أن تكون العناية بأجهزة الصوت دقيقة لأهميتها في التواصل بين المحاضر وجمهوره، خصوصاً الجمهور النسائي المتابع من خلال الشبكة التلفازية.
وهنا أحب أن أشيد بما رأيته من متابعة دقيقة لدخول الجمهور وخروجه، وتوزيع جلوسه في القاعة، وسلاسة الحركة فيها، ما أشعرني بوجود عمل (احترافي) لافت للنظر يستحق الشكر والإشادة لأنه مهم في إنجاح البرنامج، ومريح للضيوف المتحدثين، والجمهور المستقبل، ومع أن العدد في القاعة كان يقارب الألف أو يزيد فإن اللقاء كان مميزاً بالهدوء والتنظيم الدقيق الذي أسهم في قوة التواصل بيني وبين الجمهور.
تضمن هذا البرنامج محاضرة للشيخ د. صالح المغامسي بعنوان (الحوار في القرآن الكريم) ومحاضرة للشيخ عبدالرحمن السديس إمام الحرم المكي بعنوان (الحوار في الخطاب الدعوي) وندوة (الحوار والأمن الفكري) ودورة (جاذبية الإقناع) للدكتور صالح الزهراني، ودورة (إدارة الغضب) للدكتور طارق الحبيب.
برنامج ثقافي حافل تستحق جامعة أم القرى ممثلة في كلية المجتمع عليه الشكر والتقدير.
إشارة
يقول المثل الصيني:
تأمرني يمكن أن أطيع أو لا أطيع، تشاركني (أتفاعل).