|
تنويه
في الكلمة القيِّمة التي شارك بها سعادة سفير مملكة البحرين لدى المملكة محمد صالح الشيخ علي في الملحق الذي نشرته (الجزيرة) في عددها أمس عن العلاقات السعودية البحرينية وقع خطأ - غير مقصود - في نشر صورة ليست صورة سعادة السفير، وإذ نعتذر لسعادته وللقراء، نعيد نشر مقاله مع صورته، مقدّرين له مشاركته في هذا الملحق وعلى تعاونه وتواصله الدائم مع صحيفة الجزيرة ومع كل وسائل الإعلام السعودية.
***
شكلت العلاقة الأخوية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين نموذجاً فريداً مبنياً على روابط الأسرة الواحدة ووحدة المصير والتاريخ المشترك انطلاقا من الثوابت والرؤى المشتركة فقد كانت المملكة العربية السعودية ومازالت تمثل العمق الإستراتيجي السياسي والاقتصادي للبحرين والشعبين الشقيقين تربطهما روابط النسب بين الأسر البحرينية والسعودية والعلاقات التجارية والاقتصادية المتينة ما هي إلا نتيجة طبيعية لهذه الأواصر القوية التي تربط الشعبين والقيادتين الحكيمتين.
والتواصل المستمر بين قيادتي المملكتين تؤكده الزيارات العديدة المتبادلة بين قيادتي البلدين منذ قيام الدولة السعودية الأولى إلى الدولة السعودية الحديثة بدءاً بزيارة مؤسس المملكة العربية السعودية جلالة الملك المغفور له بإذن الله تعالى عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود في عامي 1930 و1939 لأخيه المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين في ذلك الوقت وجد جلالة الملك حمد بن عيسى المفدى حفظه الله ورعاه وأطال عمره. واستمرت هذه الزيارات العديدة في العهود الميمونة لقادة البلدين الشقيقين السابقين رحمهم الله جميعاً. وتواصلت وتوجت بالزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لبلده الثاني في شهر أبريل من العام الماضي.
أما العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين فهي قديمة وعميقة عمق التاريخ المشترك بين البلدين والقيادتين ومع اكتشاف النفط وبدء النهضة الصناعية في البلدين تعززت العلاقات الاقتصادية وتوجت بتدشين مشروع حقل بوسعفة المشترك بين البلدين في عام 1958 والمشاريع الكبيرة التي تلت ذلك سواء في قطاع النفط أو الألومنيوم أو البتروكيماويات.
كما جاءت المشاريع التي مولها القطاع الخاص لتكمل التعاون والتكامل بين الدولتين وتجلى ذلك في مساهمة إخواننا المستثمرين السعوديين في البنوك التجارية المشتركة أو المنشآت الأهلية التجارية الكبرى التي أقيمت في البحرين.
وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي تم إنجاز العديد من المشاريع المشتركة وبالذات في نوفمبر 1986 افتتح جسر الملك فهد ليكون الرابط الجغرافي بين البلدين والمنفذ الرئيسي لتنقل مواطني البلدين والبضائع ولتزدهر الحركة التجارية بين البلدين وتصل إلى ذروتها في الوقت الحاضر. فالمملكة العربية السعودية بسوقها الاقتصادية الكبيرة تشكل عمقاً إستراتيجياً اقتصاديا للبحرين وبدورها فإن البحرين تمثل امتدادا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات السعودية.
إن العلاقات الخاصة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وقيادتيهما الحكيمتين تؤكدها مواقفهما المشتركة والموحدة من مختلف القضايا المحلية والإقليمية والعالمية والمواقف القوية المساندة للمملكة العربية السعودية تجاه شقيقتها مملكة البحرين عندما تعرضت للتهديدات الإيرانية خلال مختلف العصور منذ استقلالها حتى الآن وذلك تجسيداُ لوحدة الرؤية السياسية الإستراتيجية والمصير المشترك وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين فالتنسيق المستمر في السياسة الخارجية للبلدين سواء على المستوى الثنائي أو من خلال العمل ضمن مجلس التعاون الخليجي أو على المستويين الإسلامي والعالمي يشكل محوراً أساسياً في السياسة الخارجية للبلدين وتترجم أهداف وحدة المصير والأخوة إلى واقع عملي.
وما الموقف القوي الواضح للمملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب البحرين عندما تعرض أمنها واستقرارها للتهديد من خلال الاضطرابات الداخلية الأخيرة المدعومة من إيران ودخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين لحماية أمنها واستقلالها من أي تهديد أو تدخل خارجي إلا تجسيد لوحدة الهدف والمصير لدول المجلس.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة وأطال عمرهما وجعلهما ذخراً لشعبي البلدين يقودان مسيرة التنمية والتقدم والتطوير في المملكتين الشقيقتين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين.
سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية