قال لي إنه ألف كتاباً عن الأعمال الخيرية في المملكة ولم يجد الدعم من وزارة الثقافة والإعلام تحديداً، فأثار استغرابي، بل شكي في أنه لم يصل إلى الوزارة؛ فعهدي بهذه الوزارة أنها تدعم كل مؤلف وخاصة عندما يكون هذا المؤلف
يأخذ الصبغة الوطنية، فكيف إذا كان وطنياً خالصاً ويتحدث عن الخير وأهل الخير في وطن الخير؟!
(مملكة الخير والإنسانية، إنجازات واقعية حقيقية) هذا هو المؤلف الذي يتحدث عن الخير وأهل الخير في هذا الوطن العزيز والذي حظي بتقديم معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وصاحبة السمو الملكي الأمير عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز أليس جديرا بالتشجيع؟ بل أليس من المفترض توسيع دائرة انتشاره؟
إن الخير ودعمه من الصفات الملازمة لهذا الوطن قيادة وشعباً منذ القدم، ففي عهد المؤسس رحمه الله كانت مساعدات المملكة تصل إلى الجيران والأشقاء على الرغم من قلة الدخل، ولكن لأن الخير متجذر في النفوس كان فعله شيئاً أساسياً في حياة قيادة الوطن وأبناء الوطن القادرين.
في مشارق الأرض كما في مغاربها للمملكة العربية السعودية بصمتها الواضحة في الكثير من المشاريع الإنسانية والدعوية، ولأبناء هذا الوطن تواجدهم المحمود في كل منتدى وملتقى يهدف لنفع الإنسان، وما حملات خادم الحرمين الشريفين لدعم الأشقاء في ظروف الأزمات والمحن عنا ببعيد.
في أي مناسبة يدور فيها الحديث مع الأشقاء العرب والمسلمين عن المملكة يكون أول الحديث دعوات من هؤلاء الاخوة تخرج من قلوبهم بأن يزيد هذا الوطن عزة ونصرة ويديم عليه الأمن والإيمان، هذا بكل تأكيد شيء يثلج صدر أي مواطن سعودي، ولكنه في الوقت نفسه يشعر من يستشعر المسؤولية بأن الجميع ينظر لنا نظرة الاخوة لأخيهم الأكبر المتحمل أعباء الأسرة الحريص على كرامتهم ورغد عيشهم.
إن المملكة العربية السعودية -نقولها بدون فخر وإنما شكر لله المتفضل- تعد الملاذ الآمن دوما لجميع الأشقاء، والتاريخ خير شاهد على ذلك، ولنا سجل إنساني مشرف.
ومع ذلك لا نولي توثيق الأعمال الخيرية أي اهتمام وأعتقد أن هذا من باب - في نظر البعض- عدم المن أو الرياء، وهذه وجهة نظر على الرغم من احترامي لها خاطئة، فتاريخ الدول والشعوب يزداد نصاعة وجمالاً بما يسجل من فعل للخير وبذل للمعروف، ولا يعد تدوين المشاريع الخيرية والوقفات الإنسانية إلا من هذا الباب.
إن تاريخنا الوطني بحاجة إلى مزيد من التدوين والتوثيق، وخاصة كما أسلفت الجوانب الخيرية والإنسانية فهي جديرة بذلك، وكذا دعم المهتمين في هذا الجانب، وذلك من أجل تدوين الحقيقة قبل أن يأتي من يدون خلافها.
والله المستعان..
almajd858@hotmail.com