خدعونا فقالوا إن الفرصة واحدة إذا لم تستغلها راحت عليك، مؤكدين أن طموحاتك تذهب معها، هكذا قالوا، وهكذا تناقلتها الأجيال في مجتمع لا يعرف أهمية (المراجعة) الذاتية، جيل يصدق كل ما يقال له طالما أنها أتت من الأجداد على اعتبار أن: الأول ما ترك للآخر شيئاً.
أثبتت الدراسات والتجارب والوقائع أن الفرص لا تنتهي، وأن احتكارها لأحد من البشر دون غيره أمر متعذر وغير ممكن ومستحيل، وأن الزمان ليس باق لبشر، ولو بقي لأحد من السابقين لما وصل إلينا.
يخطئ كثير من الشباب اليوم عندما يتوقعون أن الفرص قد انتهت وأن أهدافهم وطموحاتهم وأمنياتهم قد تبخرت، وأن (الطيور طارت بأرزاقها)، ويبدأ كثير منهم ببث طاقة سلبية في المكان ليعم الإحباط والشؤم في كيانهم وكيان من يتحدثون معهم.
هناك نظرية تثبت أن الفرص ما تزال قائمة بنفس العدد، ونفس الأهمية، ونفس الحجم، ولا تتغير بتغير الزمان والمكان، تقول النظرية: إن الحياة عبارة عن مد وجزر، أو عبارة عن مؤشر يرتفع وينخفض تماماً مثل مؤشر (الأسهم)، فعلى سبيل المثال: الكساد الاقتصادي والنمو الاقتصادي عبارة عن مؤشر في القمة ومؤشر في القاع، وبين هذين المستويين ملايين الفرص، وتكمن هذه الفرص في حركة الاقتصاد الدائبة، فهناك: شركات تظهر للسطح وهناك شركات تذوب، قادة يظهرون وقادة يختفون، أفكار تسطع وأفكار تخفت، فكل مرحلة جديدة لها حاجاتها وأناسها وأفكارها وفرصها.
طبق ذلك على سوق العقار تجده في ارتفاع وانخفاض، هذا الحراك ما بين القمة والقاع تولد معه ملايين الفرص الجديدة، ظهور الموضة والاتجهات الجديدة تنطوي على ملايين الفرص، ظهور عصر وانقضاء عصر يكشف ملايين الفرص، بيل جيتس لم يظهر في عصر الصناعة ولكنه ظهر في عصر تكنولوجيا المعلومات. ظهور الدول وسقوطها تحمل في رحمها ملايين الفرص، انظر إلى (وائل غنيم) قبل حسني مبارك وبعد حسني مبارك. عندما يستقيل رئيس ناد رياضي تتكشف فرص جديدة لأناس لم يكونوا في الحسبان عند الرئيس السابق.
الحياة عبارة عن ارتفاع وهبوط دائمين، في هذا الارتفاع والهبوط فرص جديدة بعدد البشر الذين يعيشون المرحلة، ولا مجال لتجاهل ذلك. الفرصة في الحياة تنتهي حقيقة عندما يسلم الشخص روحه لبارئها، هنا يمكن أن نقول إن فرص الحياة تقفلت في وجهه، حيث يكون قد انتقل لحياة أخرى لها قوانينها وفرصها التي أثبتها الله في كتابه الكريم.
Ra99ja@yahoo.com