لقد كثر الحديث وخصوصاً في الفترة الأخيرة عن ارتفاع لبعض أنواع السلع والخدمات من قبل المواطنين عن أسعارها قبل فترة قصيرة بعضها قد يكون بسبب مقنع والبعض منها دون سبب ولا مبرر فقد يكون من قبل المورد أو من قبل البلد المنتج والمصنع لها أو قد يكون بسبب شدة الإقبال عليها واختيار نوع وماركة معينة دون غيرها من الماركات والأنواع من قبل المستهلكين وقد يكون هذا أحد أهم الأسباب لارتفاع سعرها.
إذاً ما هو دورنا كمستهلكين تجاه ارتفاع السعر؟!
هل المستهلك مجبر على شراء نوع معين من السلع؟ بالطبع لا!
فلابد إذاً من البحث عن البديل وبالطبع سيكون هو الأرخص وقد تؤدي هذه السلعة البديلة نفس الغرض المطلوب منها إن لم تكن أحسن منها ولو أن كل مستهلك بحث عن البديل وما أكثره في الأسواق وترك تلك السلع التي ازداد سعرها محتماً ومع الأيام سيقل الإقبال عليها وبالتالي ستعود إلى سابق سعرها الأساس لأنه من البديهي في الأمور التجارية أن الإحجام عن شراء منتج معين يؤدي بلا شك لقلة الطلب وزيادة العرض وبذلك يحصل نوع من الإغراق والكساد في السلعة وبالتالي ينخفض السعر وهذا ما يسعى إليه المستهلك، وكنت قد ذكرت في مقال سابق أن الخليفة عمر بن عبد العزيز حينما اشتكى إليه الرعية ارتفاع أسعار اللحوم فقال قولته الشهيرة (أنتم أرخصوه!!) قالوا وكيف قال: اتركوه لهم وهذه هي الحكمة الاقتصادية العظيمة فلابد لنا كمستهلكين من تطبيقها بحذافيرها وخاصة هذه الأيام حيث عمد البعض من التجار إلى رفع أسعار السلع جزافاً وجشعاً دون أي مبرر مقنع وأن نحجم عن كل سلعة بمجرد ارتفاع سعرها عن السابق لأننا نحتاج إلى نوع من الصبر والتعاون.
النقطة الأخرى: ماذا عن الجهات ذات العلاقة وأقصد بها وزارة التجارة والبلديات وحماية المستهلك لابد أن يكون لها دور إيجابي وفعال ووقفة حازمة تجاه من يتلاعبون بالأسعار والوقوف على مراقبة الأسعار ومحاسبة المخالفين وتطبيق العقوبات الصارمة تجاه المغالين وخاصة أنه تم دعم وزارة التجارة بعدد كبير من المراقبين حسب الأمر الملكي الصادر بهذا الشأن وبذلك ليس لدى الوزارة أي عذر أو تهاون تجاه هذا الشأن.
كما أن من واجبنا نحن كمواطنين التعاون فيما بيننا والإبلاغ عن كل مخالف للأسعار والخدمات سواء لوزارة التجارة وحماية المستهلك أو لأمانات المدن التي باتت لها أرقام معروفة للإبلاغ عن أي مخالفة تجارية أو صحية ومن واجبنا أيضاً مقاطعة بعض السلع والمصانع التي ترفع أسعارها دون أي مبرر وسبب مقنع للجميع.