لابد أن يدرك من يسعى إلى الرقي أن الطريق إلى ذلك غير محفوف بالورد والراحة واليسر بل هو العناء بعينه، فعملية البناء شاقة ومضنية، فالعوائق والحواجز ومحاولات التثبيط هي الأدوات الملازمة والمرافقة لطريق منتهجي هذا المبدأ.
فالكثير ممن لا يتوافق هذا النهج مع طرحهم أو يحد من نجاح مشروعهم هم أعداء شرعيون له ولكن المدرك لدوره الريادي الذي لا يطمح من ورائه إلى مكاسب آنية عابرة قليلة القيمة لا تهمه تلك العوائق أو الحواجز ليقينه أن الدور الذي يتبناه يستحق الصبر والإصرار والكفاح من أجله.
والعقول البكر التي لم تتعود على ممارسة العمق أو لم تُعود عليه عادة يستطيع السطحي بطرحه أن يكوِّن بينها قاعدة جماهيرية عريضة وبفترة وجيزة وحينها تصبح مهمة الذين يحاولون تغيير النمط السطحي السائد صعبة ومضنية وشاقة وغير سريعة النتائج، فكل الأشياء البنَّاءة والريادية ربما تخطو إلى الأمام ببطء ولكنها الخطوات التي تبقى معالمها عصية على عوامل التعرية.
وقفة لـ محمد بن علي السنوسي:
يا حياةً كانت على العلم أزكى
من حياة الربيع خصباً وطيبا
كلفت بالسمو واستخلصته
مثلاً عالياً وخلّاً حبيبا
تنشد الحق والجمال وتُفني
في سبيليهما الصبا والمشيبا
أثرت في العقول واستنهضتها
وتعالت بها النفوس وُثوبا
بذرت غرسها وألقت جناها
ثمراً طيباً وغصناً رطيبا
fm3456@hotmail.com